من الطبيعي ان تفرض علاقة الدم على الانسان الواعي مسلكيات لا يجب تجاوزها تحت اي ظرف ولا لتحقيق اي هدف اناني وقد قيل قديما (من لا اخا له كساع الى الهيجا بغير سلاح) كما قيل (وابن العم فاحفظ جناحه وهل ينهض البازي بغير جناح )
واذا كان من المفترض ان تفرض علاقة الدم الحرص المتبادل والثقة والمصداقية بعيدا عن استغلال هذه العلاقة لممارسات سلبيه وغير مقبولة يقوم بها طرف ضد الأخر وبما ان تفسير (العض على الجرح ) هو ان يقوم الانسان بتغطية جرحه وابعاده عن نظر العالم وعن الجراثيم ويتحلى بالصبر ويتحمل الالم من اجل هدف اسمى او الحفاظ على علاقة لا مناص ولا فكاك منها فهو انسان عاقل وحكيم لانه يأمل في ان يلتئم الجرح ويتوقف نزفه ولا يتعرض لمضاعفات ويخسر ما لا يتوجب خسارته اما من يعمل على عض جرحه وزيادة نزفه وتعريضه للجو الموبوء بالجراثيم والحشرات فهو انسان فاقد الاهليه ولا يعرف اين تكمن مصلحته الحقيقية
اما الطرف الاخر الذي يقوم بعض جرح شقيقه او قريبه او استغلال جرحه لتحقيق مصلحه او منفعه ماليه او معنوية كمن يرش الملح او الفلفل الحار على الجرح النازف فلا اعتقد ان الدماء التي تجري في عروقه الا مشروب بيبسي كولا وليست دماء نقيه واذا كان الاخ هو سلاح المعركة فماذا اذا كان هذا السلاح مغروزا في الظهر إضعافاً بدل ان يكون في اليد قوة واي طيران بجناح مكسر مهشم محطم منتوف الريش ومن هنا يجب على كل انسان عاقل اعادة حساباته مع محيطه بدقه وحساب خط العودة لأنه قيل (احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وكما قيل العكس ايضا ) لذا مطلوب الحفاظ على هامش لخط الرجعة لان دوام الحال من المحال والحياة يومان لك وعليك والزمن دوار ليل ونهار