هو انعكاس لخلل نفسي نتيجة قصور في الفهم والتفكير والتقدير السليم، ومرحلة لا يهبط إليها الإنسان الواعي ولا يمكن أن تجد لها مكاناً في نفسه لكونه واثقاً بصحة مواقفه ومستوى قدراته . .
إنه الغرور وله أسبابه ودواعيه التي تكمن في محاولة المغرور التغطية على الفراغ المعشش داخله، الذي وهو ما يتجلى في تصرفات ومسلكيات توحي للبسطاء .
إن هذا الإنسان ذو قيمة تتجاوز وزنه وحجمه الحقيقي مادياً أو معنوياً، ولكن التقييم يكون مغلوطاً لأن الإيحاء نتج عن مظهر خادع أو فذلكات لفظية يمكن أن يكون المغرور نفسه عاجزاً عن فهم معناها ومرماها، والمغرور يشبه كيساً منفوخاً بالهواء أو بالبرسيم أو الإسفنج الخفيف، ومن لا يعرف ما في داخله يعتقد أنه سوف يعجز عن حمله، ولكن تكون المفاجأة عندما يحمله طفل عمره أقل من عشر سنوات بكل سهولة . ويقال: فلان أجوف أو فارغ من مضمونه وهو يقيّم نفسه بأكثر مما هي عليه، والمفروض أصلاً أن يتم تقييم الإنسان من المحيطين به لا أن يقيّم هو نفسه بنفسه .
ومن صفات المغرور أن أقل ضغط أو تنفيس يقلص حجمه المصطنع إلى الحجم الأصلي من نسبة عشرة إلى واحد، وبداية الغرور هي بداية العزلة عن المجتمع وبداية التحول من إنسان سوي إلى إنسان مزيف، والإنسان المغرور يشبه زجاجة مشروب غازي فيها القليل من السائل وحتى لو أغلقتها وحاولت تذوقها بعد ساعات، فلن تجد أية علاقة لها بالمشروب الأصلي، لأن المكونات التي تضفي طعماً على المشروب توزعت داخل الزجاجة وتطايرت في الهواء، وعند إعادة فتح الزجاجة لا يبقى لها أثر، والمغرور يشبه المشروب الفاقد لخصائصه لأنه فاقد لأسس مقومات الإنسان السوي ومصيره أكثر سواداً من فحم المواقد .