المثالية هي أمر في منتهى الجمال وطموح المجتمعات التي يستحيل تحقيقها نظرا لتركيبة النفس البشرية و مسلكيات البشر مهما كانت ممتازة ومتميزة لان الأنانية موجودة داخل نفوس الجميع ولكن بنسب متفاوتة وكلما ازدادت نسبتها لدى الإنسان كلما ابتعد عن صفات و مسلكيات الإنسان الحقيقي وانحدرت أخلاقه نزولا وغدت مسلكياته صعبة على البلع
وان كانت المدينة الفاضلة حلم احد الفلاسفة اليونانيين (سقراط ) التي جسدها تلميذه (افلاطون ) في كتابه (الجمهورية) واطلق عليها (يوتوبيا) عالم الخير المطلق او عالم بلا شرور ولا اشرار لكنها وجدت في خيال افلاطون فقط وكانت حلما وكتب عنها المفكر الاسلامي الفارابي كتاب (آراء اهل المدينة الفاضلة ) واسم يوتوبيا هو مصطلح يصف (الدولة الفاضلة) حيث يكون كل شيء مثالي للبشر وتكون كل قيم العدل والمساواة متوفرة وجميع الشرور مثل الفقر والبؤس والأمراض غير موجودة و هذا الوصف والعديد من الأشياء الجميلة، وأصل الكلمة كان في كتاب يوتوبيا المنشور عام 1516 من تأليف توماس مور واعتمد في أفكار مدينته الفاضلة على أفكار أفلاطون في كتاب الجمهورية وفي النهاية يقول أفلاطون على لسان أستاذة سقراط (أن العدالة إذن هي ليست القوة المجردة, وهي ليست حق القوي, إنما هي تعاون كل أجزاء المجتمع تعاونا متوازنا فيه الخير للكل)
إما شكسبير ففي روايته (عطيل ) فقد جسد أسلوب الدهاء في تصوير الأمور كما يريدها مصنع الفتنه لا كما هي عليه في الواقع حيث استطاع المفسد ان يدفع البطل الى ذبح زوجته بالسيف وهي بريئة وطاهرة وعليه يجب على الإنسان أن يتمتع بمرونة معقولة لاستيعاب سلبيات يمكن تحملها من بني البشر