أن يتم تجريدك أو أن تجرد نفسك وأنت تتنفس من مقومات الرجولة، وأن تقبل لنفسك أن تتنازل وأنت على حق
وأن ترضخ للآخرين وتوافق على أن تكون أداة تستخدم لبعض الوقت حتى انتهاء الاستفادة منها ثم رميها جانباً، وأن تقبل بأن تكون غير ذاتك، وأن تقنع نفسك بأن هذه آخر مرة ولكن منزلق التنازلات عن مقومات الذات لا يعرف طريق الصعود، لأن الدرجة التي تنزلق عنها تختفي إلى الأبد بعد انزلاقك عنها، ولا أمل لك بالصعود فأنت سقطت في نظر نفسك قبل أن تسقط من عيون الناس، ومع السقوط تغدو جسداً بلا روح مهما حاولت تزيين هذا الجسد الروح الحقيقية رحلت وأنت لست أنت لأنك هيكل إنسان، ولأنك تنازلت عن روحك للآخرين حتى يتم إفراغك من مضمونك بإرادتك ولأنه لا قوة على وجه الأرض تستطيع سلب إرادة الإنسان إذا كان مصمماً على الاحتفاظ بها فالإنسان السوي لديه إستراتيجيته الخاصة به في الحياة حتى مع أقرب الناس وخطوطاً حمراء لا يسمح بتجاوزها مهما كان الثمن وحجم الخسارة إنها الاستقلالية والشخصية المميزة والكرامة وما ينطبق على الفرد ينطبق على الأوطان ومن محرمات السياسة المساس بالجوهر لأنها النهاية حتى لو استغرقت زمناً .