في مجتمعات كثيرة وبسبب الظروف الاقتصادية المتباينة للبشر يلجأ الإنسان ذكرا او انثى للقبول بأي عمل يستطيع تغطية نفقات عائلته المعلقة برقبته او توفير بعض المال لمستلزمات الحياة وعلى الاغلب يكون الخدم من مجتمعات مستوى دخلها محدود وكثافة سكانها عاليه ومن يعمل ضمن هذه الفئة يكون مستواه او مستواها التعليمي اقل من الثانوية
وبسبب اختلاف اللغات و تنوع العادات والتقاليد والقيم والثقافات لبني البشر يجد الطرفين المخدومين والخدم صعوبة في التفاهم فيما بينهم وبما ان لكل من الجانبين ظروفه الاجتماعية ومستواه العلمي والثقافي وتركيبته النفسية الناتجة عن مجموعة عوامل تربويه و اجتماعيه واقتصاديه وثقافيه ومن هنا تظهر امكانية عدم رضا المخدوم عن اداء الخادم ولجوء بعض المخدومين الى الاعتداء اللفظي او الجسدي على الخادم تنفيسا عن ضغوطات او عقد نفسيه لا شأن ولا ذنب ولا علاقة للخادم بها وتصل الأمور عند البعض ان يصبح الخادم او الخادمة بمثابة اسفنجة امتصاص لغضبه ويكون الخادم او الخادمة معرضين لممارسات و مسلكيات غير مقبولة بسبب امراض او عقد نفسيه مصاب بها المخدوم او محاولة المخدومة اظهار تميزها امام الاقارب والاصدقاء
احدى الزوجات الوافدات اجبرت زوجها على تغيير ثلاثة خادمات خلال بضعة اشهر واحدى الخادمات تم طردها بسبب اجابتها على سؤال بطريقة لم تعجب مخدومتها ووصل التحدي ان السيدة قالت لزوجها اما وجودي انا او الخادمة داخل المنزل فاضطر المسكين لطرد الخادمة كما ان الاطفال في سن المراهقة او قبلها عند بعض العائلات يقدمون على الاعتداء اللفظي او الجسدي على الخادمة بسبب عقم التربية وبعض السيدات لا تؤدي اي عمل خارج المنزل سوى الاحتفاظ بسيارة خاصة لزيارة الصديقات والدوران في الشوارع والنوم حتى ينتصف النهار اما تجهيز الابناء للمدرسة وافطارهم وتسليمهم لباص المدرسة واستلامهم والطبخ وغسل الاواني وغسيل ملابس العائلة والمكوى وتنظيف وترتيب البيت وتجهيز طعام العائلة وفنجان قهوة السيدة الصباحي وقت استيقاظها في وقت الظهيرة وحتى غسل سيارتها الخاصة ودفع عربة الطفل بعد انزالها الى الشارع او السيارة وحمل الاغراض من السيارة للبيت هو من واجب الخادمة التي اذا كان حظها عاثرا كانت السيدة ام لنصف دزينه او اكثر من الاطفال
وهذا لا يعني ان جميع الخدم مظلومين لان بعضهم يسيء استغلال الطيبة وحسن المعاملة ويسيء للمخدوم وعائلته بوسائل واساليب مختلفة فإحدى الخادمات لموظف وافد وزوجته موظفه ولديهما طفل وطفله استقدما خادمه للعمل وبدون اي سابق انذار تركت باب الشقة مفتوح وغادرت البيت في الصباح الباكر تاركة جواز سفرها لدى الكفيل واختفت اثارها حيث تم الكشف بعد ذلك ان لها اتصالات مع اشخاص قبل قدومها للعمل من الخارج ومن هنا نجد ان الضحية ليست دائما هي الطرف الضعيف وليس الجاني هو الطرف القوي ولكن الاساس هو احترام انسانية الخدم وان يتذكر الجميع انهم بشر من لحم ودم واعصاب ويستحقون معامله إنسانية معقولة