أبصرنا الدنيا من زمن ونحن نسمع عن الحب والعشق والهيام لدى أشخاص صادقين حبوا وأحبوا دون غدر أو خيانة وخلّد التاريخ قصص حبهم وعشقهم، على عكس ما نسمعه اليوم عن الحب والعشق المزعوم والذي بات يؤدي لنهايات قد تكون في معظمها مأساوية.
فما هو الحب الذي يزعم به البعض نحو أشخاص لا ذنب لهم إلا تصديقهم لمشاعر كاذبة؟ ولماذا نسمح لأنفسنا باستخدام كلمات وعبارات دون أن نعي مدلولاتها الحقيقية؟ فهل أصبح الكلام أسهل ما نقوم به من عمل؟
من السهل لدى البعض التفوه بالكلمات المعسولة والأيمان المغلظة عن صدق الحب وفيض المشاعر مع المبالغة والوعود الكاذبة بتحقيق الأمنيات وتتويج ذلك الحب المزعوم.
إلا أن المنطق والعقل لا يستوعب نشوء علاقة حب ومن ثم ارتباط عن طريق مكالمة تلفونية أو رسالة مزركشة أو غيره من الوسائل والتي باتت متعددة هذه الأيام، وأين هي الثقة بين الطرفين والتي تعد أساس لنجاح علاقات كهذه وكلاهما على الأغلب لا يثق بالآخر لأسباب لن أخوض فيها.
كيف يتجرأ الشاب على معاكسة فتاة ما بأية طريقة كانت لولا أنها هي التي قادته لذلك بطريقة ما؟
أيعقل لهما أيضاً أن يشتركان بلذة مؤقتة ليمضي بعدها هو في طريقه ولعله يعيد الكرة مع واحدة ثانية وثالثة وأنت أيتها العزيزة كيف سيؤول حالك وكيف ستكملين مسيرة حياتك، وفي حال حاولت تذكيره بوعوده البراقة لك والأحلام الوردية التي تكلم عنها ورسمها في خيالك فلن تجدي منه إلا الذل والمهانة ويقولها ببساطة كما طاوعتني ستكونين كذلك مع غيري ؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا لم تتسلحي بالوعي والثقافة والعلم، نحن لا نطالب أحداً بأن يصم آذانه ويغمض عينيه ويبتعد عن الناس ويغلق باب منزله على نفسه، بالعكس تماماً لا بد من خوض التجارب والتعلم منها، ولكن يجب الحذر فهناك بعض التجارب التي خاضها الكثيرين قبلنا وكانت نتائجها قاسية ومؤلمة وفي تلك الحالة إذا خضناها من جديد ونحن مغلقين أعيننا وتاركين لعواطفنا التحكم بمجريات الأمور سنكون أشخاص مغفلين وغالباً سيؤدي ذلك إلى نتائج وخيمة.
نحن ندعو إلى تحكيم عقولنا والوعي لكل ما يحيط بنا والتعلم من مدرسة الحياة والاستفادة من تجارب البعض كما قلنا والتي كانت قاسية وندموا بعدها أشد الندم ولكن هيهات فحينها لم ينفعهم الندم.
أعزائي القراء :
لا أقصد من كلامي أنه لم يبقى أناس صادقين بمشاعرهم، ولكن أستطيع أن أقول قد باتوا قلائل في زمننا هذا، ولا أريد أن يفهم من كلامي أني أوجه تهمة الكذب والتلاعب والخداع وادعاء الحب للذكور فقط ...... لا أبداً فكما أن هناك ذكور يخونوا ويتلاعبوا هناك أيضاً إناث يقومون بذلك، وكما أرجو أن أكون موضوعية بأفكاري دون تحيز فغالباً الشاب قد يخطو الخطوة الأولى باتجاه علاقات كهذه ولكن عندما يجد فتاة مسلحة بالوعي والأخلاق ولا تعيره أي اهتمام أو انتباه فيحاول مراراً وتكراراً ثم يمل منها وقد يبحث عن فريسة أسهل إذا صح التعبير، وهنا لا أريد أن ألقي بالمسؤولية على عاتق الشاب وحده، فالسارق لولا انه وجد باب المنزل مفتوح وأهله غائبين عنه لما تجرأ أن يسرق شيء،
فلماذا بعد تركنا باب المنزل مفتوح وبعد أن يقوم السارق بفعلته نقول وببراءة: لقد سرق المنزل... أغيثونا
ألسنا نحن من فتحنا باب المنزل وقلنا للسارق تفضل؟
ألسنا نحن من غفلنا عن باب المنزل وتركناه مفتوحاً؟
أسئلة كثيرة وأفكار تراودني أحببت أن أطلعكم عليها وهي مجال للمناقشة والحوار، أرجو من المهتمين بالموضوع أن يسمحوا لي بالإطلاع على أفكارهم واعذروني إن أسأت التعبير.