news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
همسة في أذن كل مواطن عربي حر ... بقلم : رائد أحمد

إن هذا المقال وكما هو عنوانه موجها إلى كل إنسان عربي من المحيط الى الخليج. ففي الأيام الماضية طالعتنا الصحف العربية الورقية والإليكترونية منها مواقف وإجراءات لبعض الدول العربية ولا سيما تلك التي تقع على الخليج النفطي العربي، "حماة الدين والعرب من براثن الغزاة والاستعمار الجديد!!!"، والتي أعلنت مواقف تتماهى مع ما ترغب به أمريكا والدول الأوربية التي ما انفكت تحارب الإسلام والعرب ومبادئ الشريعة الإسلامية والمسيحية في كل أصقاع الأرض.  


في الحقيقة لا يمكن لنا أن نسمي ما قامت به هذه الدولة العربية بالمواقف لأن هذه المواقف المعلنة في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان "حموم الانسان" لم تكن مواقف نابعة من رؤية سيادية حرة كانت أم رؤية دينية إسلامية ولم تستند لأي مصدر صادق إطلاقاً لا بل على العكس تماما جاءت هذه المواقف ملبية لخطة أمريكية بامتياز. بعد أن صرّح زعيم الأمريكان الجديد "أوباما" ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بأنه على الدول العربية وتلك المجاورة لسوريا ممارسة الضغوط عليها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وعلى المستويات والمجالات كافة، قامت هذه القبائل العربية وحكامها والذين يعيشون في العصور الحجرية تتراكض بغية إرضاء أسيادهم في كل من أمريكا وأوروبا بإطلاق تصريحات نارية ضد سوريا تارة وبسحب السفراء بحجة التشاور حول الوضع الإنساني في سوريا ووقف العنف  تارة أخرى وكأن النظام في سوريا يأتيهم في مناماتهم على شكل كوابيس وأحلاما مرعبة انتفضت عليها ضمائر هذه الدول والتي مافتئت تتآمر على العرب جميعا بقصد أو بدون قصد، متناسين واجبهم الديني والأخلاقي في لم الجراح والحفاظ على إخوتهم كرماء أعزاء وأن الله يوم القيامة سيسألهم عمّا فعلت أيديهم أيام حرب غزة 2008 ولبنان 2006 وعمّا يفعلونه اليوم تجاه سوريا نظاماً وشعباً. إن هذه الدول ليست سوى عصا أو قطعة شطرنج بيد الأمريكان ترفعها في وجه من تريد وتحركها حيث تريد. أسئلة برسم العرب أينما وجدوا وحيثما حلّوا، من المحيط الى الخليج وفي كل أصقاع الأرض. من هي الدول العربية الحرّة في الوطن العربي التي تملك مشروعا أو تملك قرارها؟؟!!!

 

وهل الدول فاقدة الحرية والديمقراطية تستطيع أن تصنع الحرية لبلدٍ عربي آخر؟

مَنْ كان عَبْداً للآخرين لا يمكن أن يعطي الحرية للآخرين فهاهو سيدنا عمر بن الخطاب يقول لهم ولنا متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً. الجميع في سوريا أحرار منذ أن ولدتهم أمهاتهم، لذا عليكم أن ترفعوا يدكم وسترون سورية شعباً وقيادة كرماء أعزاء. نحن الشعب السوري من يعرف مصلحة سوريا ونتفّهم ونقدر المواقف السيادية الحرّة للقيادة السورية.

 

أيها العرب تنبهوا وعوا لخطورة ما يحاك لكم وما تمر به الأمة العربية، إن هذه المرحلة هي مرحلة القضاء على الأمة العربية ومفهوم الإنتماء القومي، إنها مرحلة القضاء على الإسلام كدين محبة وسلام ومحبة و تحريفه ليصبح دينٌ للإرهاب والقتل، القضاء على مفهوم الصراع العربي الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية وإنشاء دويلات متناحرة تتصارع فيما بينها. هذا ما يسعى إليه الغرب ويعمل على تطبيقه، علماً أن لهذه الإستراتيجية أهدافٌ غير مباشرة متعلقة بالصين وروسيا وإيران: اقتصادية وسياسية وعسكرية.

 

لننظر إلى الواقع الحالي للدول العربية: منذ وقت ليس ببعيد كانت الأمة العربية تتفق على وجود عدوٍ واحد هو الكيان الصهيوني وحدث هذا التعاضد الجَلل في حرب تشرين التحريرية في العام 1973. لنسأل كل مواطن عربي أين هم العرب الآن؟ ما الذي فعلوه منذ ذلك الوقت؟ فهل من عربي حر يجيب على الأسئلة التالية: لمصلحة مَنْ؟ مَنْ له المصلحة في أن يتقاتل العرب داخليا ويتقسّم إلى دويلات متناحرة كالسودان مثلاً؟  هل في هذا أي مصلحة عربية – عربية؟؟ أين هو الصراع العربي – الصهيوني وأين هي قضية تحرير فلسطين؟! لماذا تسعى أمريكا بكل قوتها للبقاء في العراق بعد 8 سنوات على احتلاله؟ أليست للسيطرة على المقدّرات النفطية لهذا البلد ولأهداف سياسية إستراتيجية أخرى ولخدمة الخطط الأمريكية المستقبلية في المنطقة. ثم أريد أن أسأل: لقد غزت قوات "التحالف" الاستعمار الحديث للعراق وسقط الملايين من العراقيين قتلى وشهداء ويتامى، وعلى الرغم من القوة الاستخباراتية الكبيرة للمجتمع الدولي المشارك وبعد مرور عدة سنوات إلا أن العراق لا يزال بلداً غير آمن يسقط فيه العديد من الضحايا يوميا؟ فإذا كانت كل هذه الدول غير قادرة على الحفاظ على الأمن، فمالذي نتوقعه من الفوضى التي تعم العالم العربي هذه الأيام؟ هل سيشعر المواطن العربي بعدها بالآمان؟ هل عائدات نفط العراق تعود للشعب العراقي وأين الديمقراطية والحرية التي وعدونا بها وحملوها على دباباتهم من كل بقاع الأرض لتحط على أرض مبللة بالدماء حتى هذا اليوم.        هل قادة العراق أحرارٌ في اتخاذ قراراتهم؟ لنبسط يدنا ونعد العراق ونعطيه الرقم واحد ثم نتجه الى دول الخليج باختلاف تسميات دولهم، فالقواعد الأمريكية منتشرة في كل هذه البلاد فهي بلاد مسيطرٌ عليها وتقع تحت النفوذ الإمبريالي وهي ليست سوى مستعمرات لها، حيث تقوم بتنفيذ الخطط الموضوعة لها. هذه الدول لا تنتج إلا النفط والتنمية الإقتصادية مرتبطة ارتباطا كليا بالاقتصاد الأمريكي فإن اهتزّت بورصة نيويورك اهتزّت لها كل دول الخليج اضطراباً.

 

 هذه الدول ليست إلا آلة نقدية تدفع كل ضرائب الحروب التي شنتها وتشنها أمريكا وحلف الأطلسي. هاهو الصراع بين الأشقاء في البحرين وقتل الكثير منهم، من هو المستفيد؟ وهذا هو اليمن السعيد فبعد أن أسعدنا بالوحدة هاهو يعيش أسوأ أيامه فلا يغرب يوم دونما قتيل أو جريح حاصدا هذا العربي أو ذاك العربي، لمــاذا؟ استفيقوا يا أمـــة العــرب!!!. إن الدول العربية كافة بإستثناء بعضها تقدّم خدمات مجانية واحدة تلو الأخرى للنظام الاستعماري الأمريكي – الأوروبي. ماذا لو لم تكن ليبيا بلداً غنيا بالنفط والغاز؟ هل ستتكالب عليها كل القوى الإمبريالية كما يحدث اليوم؟ أليس واضحا أن إراقة كل هذه الدماء العربية- العربية في هذا البلد هو خدمة مجانية لهذه الدول بغية إحكام السيطرة على منابع النفط والغاز في العالم والذي من شأنه أن يمد بعمر إمبراطورية أمريكا وحفاظاً لها من الإنهيار المحتم؟ هاهي تسيطر على النفط في العراق والسعودية ودول الخليج وليبيا، وإذا ما سيطرت على النفط في إيران وفنزويلا والغاز في الجزائر تكون أمريكا سيطرت على 80% من انتاج النفط في العالم. هل هذه المعارضات والمجالس الإنتقالية العربية قادرة على العيش ولو يوم واحد منفردة أو باستقلالية كاملة دون الدغم الغربي ومساندتهم لها؟ إن مَنْ نصَّبَته أمريكا وأوروبا زعيماً سيبقى طوال عمره عَبْداً ذليلاً يدور في فُلْكِهم غير قادرٍ للتفوه بكلمة واحدة مخافة إغضاب الأسْوَد الأمريكي والأبيض الأوروبي (وجهان لعملة واحدة).  هؤلاء الذين يريدون الإصلاح ومحاربة الفساد يصلون رأس السلطة بالفساد وعلى مبدأ "من أطعمني المال ومنحني الزعامة كنت له عبدا أبد الدهر".

 

هاهي السودان قد قُسِّمَتْ الى دولتين جنوبية وشمالية متناحرتين فيما بينهما، والسؤال لماذا تم هذا التقسيم وتمت محاربة الرئيس البشير وأُنشِئَت له المحاكم الجنائية؟ أليس للسيطرة من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وأوروبا على نفط جنوب السودان والضغط على الرئيس السوداني لكي يوافق على تقسيم السودان وهذا ما حدث بالضبط. لقد انتهت قرارات المحكمة الجنائية بحق الرئيس عمر البشير أدراج الرياح فقط لأنه وافق على التقسيم. ألم تستيقظوا بعد أيها العرب؟ والآن بدأ الاقتتال بينهم هناك، أفي هذا مصلحة عربية-عربية؟؟

 

أما عن الصراع العربي – الصهيوني فقد تحول الى صراع عربي – عربي ولاحقاً فلسطيني – فلسطيني. والآن لا توجد دولة عربية واحدة تستطيع المجاهرة بالحقوق الشرعية الفلسطينية والتي تنص عليها قرارات الأمم المتحدة سوى سوريا (وربما الجزائر)، الدولة العربية الوحيدة التي تملك القرار الحر والسيادي والمماهي لما يتطلع إليه الشعب العربي في سوريا والشعب العربي في أغلبيته. إن جلَّ ما تفعله أمريكا وأوروبا في الوقت الراهن من محاولة زعزعة استقرار سوريا ونشر للفوضى والعمل على إسقاط الدولة كموقف سيادي ودولة مقاومة وممانعة هدفه افساح المجال لسيطرة الكيان الصهيوني والقضاء نهائيا على الحقوق الفلسطينية وإلغاء الدور المحوري للدولة في سوريا والذي سيستقطب العرب ليلتفوا حولها وخاصة الوضع المصري الذي لن تنتصر ثورته ما لم تخرج سوريا قوية مقاومة قيادة وشعبا من هذه المحنة وأنا على يقين تام أن سوريا قد خرجت قوية منها إلا إذا قررت أمريكا تدمير العالم بأسره.

 

 لقد تيقنت من خروج سوريا من هذه الأزمة منتصرة لاسيما بعد كلمة السيد الرئيس بشار الأسد أمام جمع من علماء الدين في سوريا وعلى مأدبة للإفطار والتي صادفت كل كلماته أفكاري وأفكار كل مواطن عربي وسوري.  الأمة العربية في الوقت الراهن عاجزة حتى عن إصدار بيان للتنديد والدعم والمساندة والذي اعتدنا عليه في العقود الماضية. هذه البيانات التي اعتبرناها فيما مضى بمرتبة الذّل والإهانة للمجتمع العربي. لم نكن نعترف بالتقسيم في العام 1948 في فلسطين ولكننا الآن نسعى لإعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية على مساحة أقل من المساحة المقدّمة للعرب الفلسطينيين آنذاك. مع كل ذلك فإن أمريكا والكيان الصهيوني يعارضان بشدة سعي الفلسطينيين لإعلان دولتهم على الرغم من التأييد العالمي. هل تعرفون ما هو السبب أيها الأحباب؟ لأن أمريكا والكيان الصهيوني يضعون خططاً وتصوراً لمستقبل الشعوب كافة وذلك وفق رغباتهم وأطماعهم الاستعمارية وينَصِّبون أنفسهم سادة العالم. لقد خططوا لقيام دويلات عربية طائفية تتصارع فيما بينها ظاهرهم الإصلاح والقضاء على الفساد ونشر الحريات والديمقراطيات واستعادة كرامة الانسان وباطن شعاراتهم القضاء على القومية العربية والقضاء على القضية الفلسطينية والسيطرة على الثروات الباطنية للدول العربية. في ظل هذا الواقع يتشتت العرب ضمن قبائلهم وجهلهم القديم متناسين أن العرب أصولهم واحدة على اختلاف دياناتهم وطوائفهم. اليهود تجمعوا ويتجمعوا في فلسطين وهم ينتمون إلى أعراق وأصول مختلفة، فيما يتفرّق العرب يوما بعد يوم. إن البلاء الأعظم للدول العربية هو هذه الثروة النفطية والبلاء الآخر هو هذا الجهل العميق في مجتمعاتنا والغارق في اجتهادات لا أصل لها من الدين بشيء وتفاسير لا علم لنا به مبتعدين عن الدين الحنيف.

 

أيها العرب حكّاما وشعوبا، علينا أن ندعم بعضنا بعضا مالياً واقتصاديا وسياسياً وعسكرياً والابتعاد عن الإجرام والقتل والإختلاف لأن الوحدة وأخوّة الدم والقربى هي السبيل لانتصارنا واحترامنا بين الدول، من قبل الأعداء قبل الأصدقاء. علينا الابتعاد عن التناحر والأحقاد، أنتم ونحن عربٌ أفاضل شعب واحد ودين واحد. لقد كرّمنا الله بالرسل والأنبياء جميعا، فلا تكونوا عونا للظالمين بل كونوا عونا لدرء الفتنة ونشر المحبة والأمن والآمان في الدول العربية. إن تحرير قبلة المسلمين الأولى في بيت المقدس هو واجب شرعي قبل أن يكون واجباً دينياً، علينا جميعاً توحيد البوصلة لتحقيق هذا الغرض. الدين واحد والله واحد والقرآن واحد والأصول واحدة والجغرافيا واحدة، فالتشّيّع لنا قبل أن يكون لغيرنا والسّنة لنا والله للجميع، فوالله إن الله لا يفرّق بين مسلم وآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح.

 

2011-09-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد