news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
حوار حمار مع خياله ... بقلم : ماجد جاغوب

جرى حوار مفتوح عصر يوم صيفي مشمس  بين حمار وخياله وكان الحمار يبكي حاله المأساوي  وسأل خياله لماذا انا هكذا ولد صغير يسحبني واخدم العائلة اكثر من عشرين بني ادم فنقل المياه والحطب والمحاصيل وحجارة البناء وحاجيات البيت وحراثة الأرض وركوب أفراد عائلة المزارع على ظهري حيث انهم يحسدونني على القليل من الراحة وعند عدم وجود عمل يركب الابناء فوق  ظهري للتسلية والتنزه ...


 حقا انها حياة لا تطاق وفي الليل يربطونني الى الجدار في البرد والحر والشمس والمطر والطعام لا احصل عليه الا بالقطاره لأنهم يراهنون على هبة الطبيعة من الاعشاب واوراق الاشجار على جانب الطرق التي اسلكها كي يوفروا ثمن التبن والشعير ولان الحشائش مجانية فأنهم يسمحون لي برعيها واستيقظ الحمار من الحوار على العرق يتصبب من جسده وأهل البيت ينامون القيلولة وقال له خياله لماذا وعلى ماذا تبكي  وما الجديد في امرك فأنت حمار ابن حمار وحماره وحفيد حمير وابناؤك واحفادك سيولدون ويموتون  حمير اذا قدر لك الزواج من حماره لأنك لن تتزوج غزاله ولن يكون ابناؤك نمورا وهنا علا نهيق الحمار ليعلن انتهاء الحوار المفتوح الذي كانت ايجابيته الوحيدة انه عاش لحظات بعيدا عن الواقع لينسى العرق الذي بلل التراب الذي يقف عليه وكان النهيق كافيا لإيقاظ صاحب البيت الذي تذكر موعد الذهاب لتفقد المزروعات وخرج من باب البيت ليفك قيد الحمار ويركبه ولم يكن هناك اي حاجه للإرشاد لان الحمار يعرف الطريق الى حقل صاحبه فعلاقة المصلحة الغير متبادلة و التي تخدم  طرف  واحد مضى عليها سنوات وصار بينهما عشرة عمر حتى صار الحمار يعرف  اين يقف وبجانب اي كومة حجارة ارتفاعها مناسب حتى يتمكن صاحبه المسن من الركوب على ظهره بسهوله لان المزارع ليس خيال ويعاني من الروماتيزم

2011-09-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد