من عادة الناس دعوة جميع الاقارب والجيران والاصدقاء والمعارف الى مناسباتهم الاجتماعيه السعيده ونفس الفئات تذهب للمشاركة في حال المرض والوفاة ومن الطبيعي ان يحضر المدعوين للمناسبة او القادمين لأداء واجب التعزية والمواساة على دفعات بالتزامن مع وجود اناس قبلهم
ومن يراقب مسلكيات البشر انه عند دخول شخص يمتلك ثروة (ابوفلان)يقف غالبية الحضور ان لم يكن جميعهم لان الشخص يشعر بالإحراج في حال وقوف الغالبية فيضطر للوقوف ويتسابق المنافقين في دعوته للجلوس مكانهم او بجانبهم وبعد دقائق يدخل شخص عادي وربما فقير الحال ( ابوعلان) ولا احد يقف ولا يبادله التحية او ينتبه لحضوره او مغادرته حتى أصحاب الحفل او الميتم لأنه لا يملك مثل (ابوفلان) مع العلم ان (ابو فلان ) خريج الثالث الابتدائي راسب و(ابوعلان ) خريج ماجستير
وما يلمسه المراقب المحايد ان المنافقين لم يتنافسوا على أخلاء مقاعدهم او التسابق على الجلوس بجانب (ابوفلان) إكراماً لشخصه بل لما فيه جيبه وليس لما في عقله وفعلوا العكس مع (ابو علان) علما ان جيبه فارغ وعقله مملوء وفي ظل هكذا معادله نتحدث عن الفساد ونلقي باللائمة على غيرنا علما ان الخلل فينا جميعا وغالبيتنا على استعداد شراء الوقت او عدم الوقوف في طابور الانتظار مقابل مبلغ معين او الاستفادة من علاقاته الاجتماعية لإنهاء معاملة حتى لا يقف في صف العملاء مثل غيره ويحلو لنا ان نتغنى بالفساد والفاسدين ولا نريد ان نعرف أين مكمن الخلل لأنه كامن في أعماقنا ولم نصاب به بعدوى ولا هو مستورد وسوس الخشب من نفس الخشب وصدأ الحديد يؤدي إلى تآكل الحديد وغالبيتنا لدينا السوس والصدأ الذي يصاب به البشر وعلينا ان نكون منصفين قبل ان نرفع أصابعنا لتوجيه وتوزيع التهم ونسيان انفسنا لأننا نتوارث ثقافة عليها الكثير من إشارات الاستفهام ولن تتغير الأمور بعصا سحريه ولا بقرار ولا بمرسوم بل بالضمائر الحية وتحقيق العدالة على أصولها وعدم الاكتفاء باستخدامها شعارات على الورق وانصاف المظلوم حتى لو كان الظالم يعنينا وإلا فأننا نقرأ ولا نفهم وان فهمنا لا نطبق قول الرسول الاعظم (انصر اخاك ظالما او مظلوما )