كلمتان بينهما حرف واحد ولكن لكل ممن يوصفون بهما صفات مناقضه للأخر فالانسان المتميز هو القدوة وصاحب الاخلاق الحميدة والحساس في مشاعره والحريص على عدم إلحاق الأذى بالآخرين وهو متفاني في عطائه وجاد في عمله وحياته يكسب احترام القريب والغريب ولديه من الكرم والطيبة وعفة النفس والتواضع والانتماء الاصيل وصاحب مبادئ يؤمن بها عن قناعه الامر الذي يجبر الآخرين على احترامه وهو متميز بالوعي وسعة الافق وبعد النظر والحكمة والهدوء ولا يقرب منه الا اصحاب الضمائر الحية الغير قابلين للبيع والشراء
اما من يمارس التمييز فهو يتسم بعكس الصفات السابقة وافقه ضيق و لا يحترمه حتى المستفيدين منه وان اظهروا الخضوع والتبعية ولكن هذا لا يعني الاحترام ومن صفات هذه الفئة التكبر والتفاخر والاعتداد بالنفس شكليا ومن ميزاتهم ضحالة في التفكير وافتقار للوعي وضعف في الانتماء لأصلهم وجذورهم ومن السهل عليهم تغيير مواقفهم ومواقعهم لأنهم ليسوا أصحاب مبادئ راسخة وقصيري النظر وتجد الواحد منهم متسرع وأهوج وعصبي المزاج وتافه في جوهره حتى لو حاول التقنع بالصلابة الا ان جوهره اكثر هشاشة من ورقة شجرة يابسة ساقطة على ارض جافه وليس من الصعب عليه التعامل مع الناس على اسس هزيلة يضعها في مخيلته ويحاول تطبيقها على ارض الواقع ويحاول جذب المنافقين والمنتفعين وعديمي الضمائر الى جانبه ومنهم البارعين في فبركة الكلمات لتضليل الناس بقلب الحقائق واستبدال الحقيقة ولكن سرعان ما يتناسلون من حول سيدهم اذا جف صنبور المال وعلى العكس فمنهم من لا يكتفي بالابتعاد بل ينقلب على سيده لإظهار نفسه انه كان من رافضي مسلكه المنحرف وانه هو نفسه نظيف اليد والسجل والتاريخ وقد كان مضطرا للنفاق والدجل وشهادة الزور وارتكاب الأفعال الظالمة رغما عن انفه وبما لا يتفق مع ضميره المطاطي المصبوغ بلون عجلات المركبة والذي يحاول صبغه بالأبيض لان مياه جميع البحار والمحيطات لن تغير لونه الى الابيض ولكن هذه الأساليب لا تجد لها سوقا إلا عند عديمي الفطنة (ليس على هامان يا فرعون)