كان رجل يعمل با لربا واقول يعمل لانه اختارها مهنة اما من يتعامل بالربا فهو يؤدي اعمالا اخرى اما الربا فهو مصدر دخل اضافي
وكان لهذا المرابي صديق تاجر يزوره يوميا في محله ليشرب الشاي او يتناول معه الافطار ويتبادل معه اطراف الحديث في شؤون الدنيا وشجونها وفي احد الايام جاء الى المحل ووجد الباب مقفلا وسأل الجيران فقالوا ان ابن التاجر الوحيد مريض في المستشفى وهو يحاول تدبير تكاليف العملية التي لو باع محله لما استطاع ان يدفعها وهنا سأل المرابي اليس له منزل فقالوا له بلى وهنا ذهب المرابي الى بيت صديقه التاجر وقرع جرس الباب وفتح له التاجر ودعاه للدخول وعند سؤال المرابي للتاجر عن حال وحيده اغرورقت عيناه بالدموع لانه لو باع البيت والمحل فان مجموع ثمنهما يكفي بصعوبة لأجراء العملية للابن
وهنا كانت افكار المرابي الجهنمية تتبلور في رأسه وقال له انا اشعر بألمك واعرض عليك عرضا سخيا لان الناس لبعضها وكما يقول المثل (المحتاج اعمى حتى لو كان مبصرا) وقال المرابي ما عنده من اقتراحات عمليه وهو ان يتنازل التاجر الى المرابي عن البيت والمحل وان يبقى ساكنا في البيت مقابل ان يعمل اجير في محله بدل اجرة البيت الذي ستنتقل ملكيته مع المحل الى المرابي
وهنا سأله وكيف سأنفق على زوجتي وابني فاجابه المرابي عندي الحل وهو ان اعطيك ما تحتاجه من مال لتنفق على زوجتك وابنك ويتم تسجيل المبالغ مع الفائدة على ابنك لأنك لن تتمكن من دفعها انت لأنك ستعمل في المحل حتى تموت اما ابنك فبعد شفاءه سيتمكن من اكمال دراسته والعمل لكي يعيد لي حقوقي مع الفوائد ولم يكن امام التاجر من حلول بديله فوافق على عرض المرابي الذي كان في منتهى الانسانية والسخاء والاخلاص اما التاجر فضحى من اجل انقاذ ابنه وقبل بان يكون اجيرا الى اخر العمر وان يتحمل ابنه بعد شفاءه ما سينفقه على العائلة مع الفوائد المتراكمة ومثل هذا المرابي نموذج للصديق الطيب الحنون الذي سما بأخلاقه الى ما تحت انعكاس قرص القمر في مياه بحيرة عميقة وكان نموذجا لنسخة محسنه عن تاجر البندقية