ذهب شاب لخطبة فتاه ولما سأله والدها عن مهنته أجاب انه موظف ولما استفسر الوالد عن الراتب هز رأسه وضحك وقال له هل تعلم أن راتبك الشهري هو دخلي في يوم واحد
استغرب الشاب من المهنة التي تدر ذهبا وهنا قال له الأب أن مهنتهم المتوارثة هي التسول وإذا رغب في مصاهرتهم يجب ان يأخذ اجازة من الوظيفة ويجرب حظه إذا نجح زواجه وإذا فشل فلا يوجد عندهم بنات للزواج من موظف كحيان
واشترط الأب أن يكون دخل المرشح لمصاهرتهم في يوم واحد هو 500درهم وقدم الموظف طلب الاجازة واخذ يتنقل من محل لأخر وهو يلبس البدلة وربطة العنق ويطلب الإحسان والكل يعتقد انه يمزح ولا يعطيه شيء وفي المساء ذهب إلى بيت والد زوجة المستقبل واشتكى له حاله بأن الرصيد صفر وضحك الأب وطلب منه مقابلته صباح اليوم التالي في السوق
التقيا وأخذه من يده إلى محل ملابس مستعمله واختار الأب أسوأها حالا ومن يلبسها يستطيع استدرار الدراهم من جيوب المحسنين ولم يكتفي الأب بأنها مستعملة بل مزق الجيوب قليلا واشترى له حذاء تكاد حاوية النفايات ترفض ان ينضم الى محتوياتها وطلب منه الدخول الى الحمامات العامة في السوق لتغيير ملابسه ولم ينسى ان يشتري له قبعه مستعمله ويحدث بها بعض الثقوب الظاهرة للعيان وطلب منه الذهاب الى المحلات وأبواب المساجد وان يحضر إلى بيته في المساء
حضر المتدرب إلى بيت أهل العروس ويناول والد الزوجه 600درهم دخله اليومي وهنا سال والد الفتاه الموظف ما هو شعورك أجاب في البداية أحسست بالخجل وبعد ذلك طلبت الإحسان بشكل عادي فقال له والد العروس الآن استطيع ان ازوج ابنتي لمن يستطيع توفير حياه مناسبة لها لان هذه المهنة ليس فيها نظام تقاعد ولا طرد من الوظيفة
وعندما سأل الموظف عن سر فقدان الإحساس بالخجل بعد مد اليد عدة مرات متتالية أجابه الأب إن السر يكمن في وجود حاجز معنوي للخجل بين العينين وبعد ان يكسر هذا الحاجز يصبح مد اليد طلبا للاحسان امرأ عاديا وهذا الحاجز يطلقون عليه (شريان الحياء )