news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
بين سايكس بيكو . و( سايكس عربيكو ) .... بقلم : ياسر محمود حاحي

سايكس بيكو،  ما من شك أن كل مواطن عربي سمع بهذه الأسماء , بل هذه ليست مجرد أسماء إنما هي اتفاقية قسمت ( العرب عربين ) وقسمت معها الأرض والتضاريس وكل الأعراف والأعراق العربية ولهذه الاتفاقية قصة طويلة أختصرها لأنها ليست صلب الموضوع


 الاتفاقية: هي الاتفاقية التي عقدت بين بريطانيا وفرنسا قبل نهاية الحرب العالمية الأولى حول اقتسام أراضي المشرق العربي بينهما بعد نهاية الحرب. تم التوصل إلى الاتفاقية في 16 أيار 1916، بعد محادثات سرية بين ممثل بريطانيا مارك سايكس وممثل فرنسا جورج بيكو. عرضت الاتفاقية على روسيا القيصرية التي قبلت بها مقابل اعتراف فرنسا وبريطانيا بحقها في ضم مناطق من آسيا الصغرى. تم عقد اتفاقية سايكس بيكو بينما كانت بريطانيا تعد العرب بالاستقلال التام لقاء وقوفهم إلى جانبها في الحرب ضد الأتراك.

 

نصت الاتفاقية على تقسيم المشرق العربي (الذي كان خاضعاً للسيطرة العثمانية) إلى 5 مناطق نفوذ: السواحل اللبنانية والسورية وهي منطقة النفوذ الفرنسية، العراق وهو منطقة النفوذ البريطانية، وفلسطين التي اتفق على وضعها تحت إدارة دولية، والمنطقة الداخلية السورية بالاعتراف بها كدولة مستقلة عربية على أن تنفرد فيها فرنسا بحق الأولوية في تقديم المشاريع والقروض والمستشارين، وينطبق الأمر ذاته على بريطانيا في المنطقة الداخلية العراقية. بقيت المعاهدة سراً إلى أن نشرتها الحكومة البلشفية في موسكو، وادعت بريطانيا حينها أن الاتفاقية ألغيت بعد دخول العرب الحرب إلى جانب الحلفاء. إلا أن اتفاقية سايكس بيكو دخلت حيز التنفيذ فعلاً بعد نهاية الحرب، عبر صيغة مفصلة ومعدلة اتفق عليها في مؤتمر سان ريمو عام 1920.

 

كما سلف وقلت هذا مختصر اتفاقية سايكس بيكو القديمة ولكن هل أخبركم عن سايكس بيكو  جديدة بتوقيع يد عربية

 بقطع النظر إلى اختلاف  بنود الاتفاقية

وبقطع النظر إن كانت علنية أم سرية  وبقصد أو بغير قصد

 بقطع النظر إلى اختلاف الزمان إلا أن المكان واحد وهو الأرض العربية

 

هذا الوطن الواحد الذي ما زالت تفرقه الخلافات والتسميات أما الشيء الأخطر في هذا الزمان حين يصبح هناك اختلاف في التسمية فلا يصبح بعض  العرب عرب إلا بتوحد اللغة أما التسمية الجديدة ( الخليج ) أي دول الخليج وأنا لا انتقد مجلس التعاون الخليجي لأنه مجلس يجب أن يتعلم منه كل العرب ليس أن يصبح هو محور التفكك والخلاف

 

إنما أنا أنتقد تلك العنصرية التي أصبحت للأسف على لسان الشعب العربي  دون شعور ليس عنصرية من تلك الدول وحسب بل كل العرب أصبح يميز بين العرب وبين تلك الدول بكلمة صغيرة ( الخليج )

 

نجد مثلا"  : على أحدى القنوات العربية مذيعة تقول تشاهدون اليوم على شاشتنا المسلسل السوري كذا ,, والمسلسل المصري كذا ,,, والمسلسل الخليجي كذا أنظر هنا عزيزي القارئ لم يتم تحديد هوية المسلسل في المسلسل الخليجي إن كان سعودي .. كويتي ,,إماراتي ... إلخ

 

ونرى أيضا" في باب الفنون والغناء تتكرر المسألة ذاتها  ,, فلان  يتقن في الغناء اللون السوري أو المصري أو الخليجي وأيضا" لم يتم تحديد  هوية الخليجي ذاك

 

بل هناك أمر حدث في مبارة كرة القدم التي أقيمت مؤخرا ً في الأردن بدورة  بطولة غرب آسيا وجمعت المنتخب السوري والمنتخب الكويتي  سمعت ُ المعلق يقول أن المنتخب الكويتي كان أول منتخب عربي فعل كذا وكذا ثم قال ( عفوا" ) أول منتخب(  خليجي ) فعل كذا وكذا  أنظر عزيزي عند كلمة عفوا"

 

فإنها غريبة لنفترض أن هناك فريق عربي فعل الشيء الذي قال عنه المعلق  قبل منتخب الكويت ما المانع أن يقول إن منتخب الكويت ثاني  منتخب عربي فعل كذا وكذا لما كلمة عفوا" ومن ثم أول فريق خليجي !!!

 

حتى أننا نجد قنوات متخصصة في الشعر الخليجي وكأننا تناسينا الشعر العربي الفصيح  وكأن التمييز وصل حدود اللغة العربية وأصبح هناك شعر خليجي ,,, وشعر عربي فصيح لكم أصبحت هذه الكلمة  تزعجني لأنها أصبحت تميز العرب عن بعضهم البعض كلمة أصبحت تسيطر على كل مواطن عربي يقولها دونما أي شعور ودون أن يشعر أنه يفرق هؤلاء عن العرب إلى متى تبقى هذه الكلمة تميزهم عن بقية العرب ؟

ومتى سوف ننسى هذه العبارة  وكل العبارات والعنصريات ؟

ومتى سوف نقول كلمة واحدة تجمع كل تاريخنا وكل تضاريسنا ؟

 

حين نقول كلمة واحدة تغنينا عن ما سواها ( عربي )  أي الوطن العربي

هذا مسلسل عربي وهذا لون عربي وهذا صنع عربي دون التمييز بين العربي والخليجي وأي دولة أخرى فبعد كل ما ذكرته أليست هذه سايكس عربيكو  جديدة  نكتبها نحن في هذا الزمان ويتوارثها من بعدنا الأجيال وربما إلى حينها تصبح ( العرب عربين  ) حقا ًويقال عنها دول عرب الخليج , و دول  العرب وربما أني قد بالغت قليلا" بوصف المستقبل البعيد ولكن ما من شك أني لم أبالغ بالوصف حين أرى هذه الكلمة تميز قوم عربي عن قوم عربي أخر 

 

2011-10-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد