news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
فارس قريتنا ( 1 ).... بقلم : ياسر محمود حاحي

في قريتنا شاب جميل و أهلها يعرفونه باسم الوسيم

فهذا لقبه الذي أشتهر به و رافقه طوال حياته ُ


لأن َ الوسامة لم تكن تفارق وجهه الجميل الذي كان يشبه القمر أو أقل جمالٌ منه بقليل

كان أذا ما حزن َ تبسم ابتسامة ٌ يواسي بها نفسه

لأن العبوس لا يعرف مكاناً في وجههِ

 بل كان لا يطيق أي شخص على وجهه شيءٍ منه

 

فكيف يكون شكل هذا الوجه وتلك الابتسامة حين يكون صحبهما سعيدا" كل سعادة الأرض لأنهُ صاحب قلبٍ مؤمُنًٍٍ و روح ٍ تعرف بأنها مُلكُ بارِئها

فكان هذا الأيمان بالله عز وجل مصدر سعادته ومنه يستمد طعم السعادة التي لا يعرف طعمها إلا من كان مثله

كان محبً لجميع أهل القرية الكبير منهم والصغير

 

وكريم ٌ جداً كرمٌ ما بعده كرم إلا كرم الله ورسوله وكرم حاتم الطي

سخياً أذا ما قدم يد المساعدة لأحدً ما في قريتنا

نبيلا ً أذا ما جالس الملوك والأمراء

عالم ٌ أذا ما جالس المثقفين والعلماء

 

وكل أهل قريتنا يعرفون تلك الخصال الحميدة التي كانت تجتمع بهذا الفتى الفريد نوع ٌ ما عن بقية الشبان في قريتنا

ولم يكن لوسيم هذا اللقب وحسب بل لقب بألقاب كثيرة

اذكر بعضها وأجهل بعضها لكثرتها

ومن تلك الألقاب ... ذو الحصان الأبيض وهذا كناية ً لحصانه الأبيض الأصيل الذي ما كان يشبه حصان أخر في قريتنا

هو حصان غريب الشكل ضخم نوعاً ما , وضخامته غريبة بعض الشيء

ورغم ضخامته إلا أنه كان حصان مجيب لفارسه

 

و منسجم مع صاحبه , سريع الخطى ثابت الأقدم ولصهيله صوت خاص يميزونه أهل قريتنا دون أن يرونه ويكتفون لتميزه بذاك الصوت

ويلقب أيضا" ذو السيف العجيب وهذه كناية ً لسيفه العجيب الغريب

فسيفه لا يشبه سيوف الفرسان قط بل لا يشبه سيوف الأمراء

سيف ٌ صنع غمدهُ من الذهب الخالص

منقوش ٌ بنقوش دمشقية ٌ عتيقة وتزينه جواهرٌ ثمينة

ولقب فارسنا أيضا ً ذو الدرع إما هذا كناية ً لدرعه البرونزي الذي لا يفارق يسراه كلما هب لمعركة ما فيها نصرةً للناس من الظلم والظلام ورد الأذى عنهم

 

ألقاب كثيرة أشتهر بها ولكن أكثر لقب لازمه هو الوسيم أو فارس القرية

فلا فرق بينهما لأن كل تلك الصفات وكل تلك الخصال جعلته يستحق أن يكون فارس القرية بل أنه أصبح كذلك

فتارة ً كنا نناديه باسم الوسيم وتارة ً أخرى باسم فارس القرية

والغريب في الأمر أن فارسنا قد تجاوز من العمر سبعة وعشرون عاما ً

ولم يتزوج وهو قد بلغ هذا العمر الذي يجب أن يجبره على الزواج وهذا مألوف في قريتنا بل أنه دستورٌ في قريتنا

رغم أن رجال قريتنا كانوا يقدمون له بناتهم للزواج على سنة الله ورسوله

 

إلا أنه كان يرفض بطريقة دبلوماسية ومؤدبة ولم يكُن يرفض كبرياء ً منه

على هؤلاء الرجال الذين قدموا له بناتهم على طبقٌ من ذهب لما كانوا يرون منه ولما يحمله من أخلاق حميدة وسيرة ثمينة وثقافة وأدب

ولكنهم ظنوا هذا الرفض بأنه الكبرياء والعلياء بعينه

وغرور الفرسان

رغم انه لم يكن أحسن حال منهم بل ربما كان اقل من بعضهم فقر وجوع

 

وهذا الظن منهم كان يتعبه دائما" ويتعب تفكيره

لأن فارسنا كان لا يحتمل تلك الفكرة التي اتخذها رجال قريتنا عنه

لأنه يدرك حق الإدراك أن المتكبر يشتري بغضاء وكراهية الناس بتكبره

وأن كان هذا المفهوم وهذا الفكرة خاطئتين

 

ولكن رجال قريتنا أقروا هذه الفكرة بل أقنعوا أنفسهم ونفوس بعض وجهاء القرية بهما

وكان فارسنا على يقين ما بعده يقين أن سيرته التي أشترها بحسن أخلاقه

ونبله وإيثاره أصبحت مهزوزة عند بعض رجال قريتنا بل أكثرهم

وهذا أتعبه ليس محبة منه لذاته بل لأن نظرات الرجال بدأت ترهق عقله

 

وقلبه وأوشكت أن تقتل في وجهه وسامته

ولكن كان هناك عذرا" وحيد يخلصه من تلك النظرات القاتلة

وهو سرا ً يحتفظ به لنفسه ما يقارب الخمس سنوات أكثر بقليل او أنها أقل بقليل

وبنفس الوقت أن عذره وسره يقتلاه أيضا ً

 

فلم يكن يستطيع فارسنا البوح بهذا السر رغم أن فيه خلاصه

ليس لأنه جبان ولا يجرئ عن الدفاع عن نفسه

بل لأنه رجل نبيل ويملك من الوفاء ما لا يملكه أحدا" في قريتنا

وفضل نيران الغيبة والنميمة عليه بين أهل القرية على أن يبوح بسره

 

ولكن مع ازدياد تلك النظرات التي كانت وكأنها السهام التي تنطلق من عيون رجال قريتنا

جعلت فارسنا يفقد صوابه من هذا الأمر

لأن من الأمر البديهي أن أي شخص منا لا يحتمل تقلب نظرات الناس أليه

وخصوصا" أن كان بريء ً من تلك التهمة التي توجهها له تلك النظرات

 

فكر فارسنا مليً في هذا لأمر قبل أن اتخاذ قراره

فتارة يتلبسه شيطان الفرار ويفكر بالفرار من القرية بعيدا" عن النظرات

التي أوشكت على قتله

ولكن كيف يهرب وهو فارس ٌ لم يعتد على الفرار من أرض المعركة

 

كان هذا عليه أصعب من نظرات رجال القرية

وتارة أخرى يتلبسه شيطان الخيانة ويقول له تزوج فتاة من فتيات القرية

وحينها تستطيع التخلص من نظراتهم القاتلة

وكان هذا الأمر عليه أصعب من سابقيه

 

لأن ليس هناك مكانا" في عالم أخلاقه للخيانة

فالخيانة شيء ٌ كبير عليه وأن فعلها سيتخلص من حقد رجال قريتنا عليه

ولكنه في المقابل سيضع سهم الخيانة في صدر فتاة المدينة التي يحمل سرها

أفكار كثيرة وشياطين ٌ كثيرة زارته في ليلة ً غريبة

 

 

 

 

ترى ماذا قرر فارسنا انتظروني في الجزء الثاني

2011-11-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد