news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
هكذا قتلت أختي... بقلم : محمد يوسف

موسكو 2010

ذهبت للعمل (محل لبيع الألبسة الرجالية) حوالي الساعة 8،30 صباحاً كان ذلك في آخر أيام رمضان ما هي إلا 20 دقيقة حتى بدأ صراخٌ يتعالى من محل جارتي  (فيكتوريا باسبيلوفا) ذهبت مسرعاً الى هناك يا الهي اختي (فيكا )ما بك؟خطيبها (ديمتري) يقول لي وهو يبكي لقد ابتلعت لسانها  يا إلهي وبحكم اني رياضي  ومدرب في إحدي الألعاب القتالية أدركت بأنه ليس هناك من وقت طويل لإنقاذ حياة (أختي فيكا) فسرعان ما فتحت فمها وإذ أنها لم تبتلع لسانها ولكن ما أثار فضولي هو


كثرة اللعاب في فمها فطلبت ماءً من (ديمتري) وما هي إلا ثواني حتى أحضر لي كأساً أزرق اللون مليئاً بالماء في حوالي نصف دقيقة سقيتها حوالي ربع الكأس وذلك على عدة دفعات  مضت 11 دقيقة ولم يأتي الاسعاف بعد ومازالت (فيكا ) على حالها وكأنها تحتضر .

 

في الدقيقة 13 دخل رجال الاسعاف فحملوها إلى سيارة الاسعاف ولكن للأسف لم تنفع لا الإبرة المهدئة ولا الأوكسجين في إنقاذ حياة أختي(فيكا) لقد ماتت في سيارة الاسعاف قبل دقائق من وصولنا للمشفى.

 

 دخلت أنا وديمتري مع سيارة الاسعاف و(جثة) فيكا للمشفى وهنا ديمتري يصرخ أين الشرطة ؟؟ لقد قتلوا حبيبتي فيكا ولوهلة أدركت أنه كان يحبها جداً وعند دخول رجال الشرطة بدأ الحديث التالي:

 

هذا هو من قتلها يقصدني أنا يا إلهي ماذا يقول ؟لم أقتلها لم أقتل أختي رجال الشرطة يطلبون مني الذهاب معهم للمخفر أرجوك سيدي أنا لست مذنبا أستحلفكم بالله أن تنظروا إلى حقيقة الأمر أنا كنت هناك فقط للمساعدة ديمتري يهذي لشدة حبه لفيكا أرجوك سيدي غداً هو  عيد ولا أريد الذهاب ظلماً للسجن، لا نستطيع ابقائك طليقاً ،(لدينا جريمة قتل)

 

حسناً يا سيدي .

 

شرحت الجثة و اتهمت أنا بقتل أختي فيكا عن طريق السم إنه ظلم كبير ولكن للأسف بصماتي موجودة على كأس الماء الذي سقيته لفيكا وللأسف هو نفس الكأس الذي شربت فيكا السم منه

 

وطبعاً كان هناك أكثر من  7 شهود شهدوا جميعاً بأني الوحيد الذي سقى المغدورة وللأسف لم تظهر سوى بصماتي أنا كيف ذلك لا أدري ؟ و طبعاً أي قانون في العالم لا يعتمد إلا على القرائن, وللأسف كل الدلائل تشير الي الي وحدي دخلت للسجن بانتظار المحاكمة مضت أيام العيد علي في ظلمة السجن وها هي الأيام تمضي ببطئ شديد في وحدة قاتلة .

 

مضت 24 يوم على ذاك اليوم الرهيب 24 يوم مضت على فراق أختي(فيكا) ,اليوم هو يوم محاكمتي في الساعة 11،00 صباحاً دخلت مكبلاً ككل المجرمين في العالم وها قد ثبتت  علي تهمة القتل عن سبق إصرار و ترصد أنتظر الآن إصدار القاضي للحكم المشؤوم, ولكن لحسن حظي يخرج صوت عالي مطالباً بإيقاف نطق الحكم يا إلهي إنه ديمتري :

 

أنتظر سيدي هذا الرجل بريئ أنا من قتل حبيبتي فيكا ظناً مني بأنها تخونني مع المتهم ولفقت التهمة له ولكني أدركت بأني كنت جداً تافهاً لقد قرأت كل رسائله وجميعها كانت تبدأ و تنتهي بعباراة:

 

 أختي الغالية: أختي العزيزة: دمت لأخيك: ولم تحمل كلمات محزنة أو مؤلمة لي لأجل روح أغلى إنسانة قررت الاعتراف  وتبرئة هذا الشخص ،حكم ديمتري 7سنوات مع الأشغال الشاقة و ذلك للأسباب المخففة .

 

أختي الغالية (فيكتوريا باسبيلوفا)(فيكا) أعاهد الله أني لن أنساك ما حييت رحمة الله على روحك الطاهرة .

 

 

2010-11-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد