كان احد الأشخاص يعيش في حارة شعبيه يطلق عليه جميع اهل الحي ( جار الرضى) لان أولاد الحي يحبون التقرب اليه ولكنه كان له وجها آخر يجهله الجميع إلا الأولاد لأنه لا يذوق للنوم طعما إذا لم يختلق يوميا بنموذج جديد من المشاكل لجيرانه...
فهو يرسل ابناءه وابناء بعض الجيران الذين يرشيهم ببعض المال لكي يلقوا النفايات في حدائق الجيران بشكل يثير الريبة والشك في الجار الذي القيت النفايات من جهته ويتسبب بينهم باشتباكات بالالسن والايدي والعصي والحجارة لانه اتقن التوجيهات للاولاد لكي يلقوا النفايات في ساحات وحدائق وعلى بوابات الجيران وحتى في حدائق بيوتهم وكل واحد من الجيران يجد في ساحة بيته او حديقته نفايات يعتقد ان جاره الاخر ألقاها متعمدا استفزازه ويتصارع الجيران بعد عثورهم على النفايات في ساحات وحدائق بيوتهم وحتى امام البوابات ...
ودون اعمال العقل يلقي كل طرف باللائمة على باقي الجيران وتسبب جار الرضى بفتنة بين الجيران وهو يضحك في داخله لكي ينصب نفسه مصلحا ويشرب القهوة عند الجميع بعد ان يبدي حرصا شديدا لا مثيل له وإصراراً عجيبا على انه لا يجب ان يبيت اي جار على خصام مع الآخر ونصب نفسه مصلحا للحي بأكمله...
وتغيرت ظروف جار الرضى المالية وتوقف عن دفع الرشاوي لأولاد الجيران الذين كان يحرص على ان تبقى أفعالهم طي الكتمان وشعر الأولاد بالغبن لان صنبور المصروف قد جف فاتفقوا على اكراهه على الدفع ولم يكتفوا بنفاياتهم بل استعانوا بما هو داخل الحاويات ليرسلوه هديه الى باب بيت جار الرضى بعد إلقاء الكثير منه في حديقة البيت وساحته وتساءل الجيران عن سر التحول حيث ان بيت جار الرضا هو الوحيد الذي لم يكن يعاني من النفايات وتغير الوضع ليصبح هو الوحيد المستهدف واجتمع الجيران لاستنكار الحدث وتدخل الأولاد ليعلنوا احتجاجهم على الملأ ان جار الرضا هو اساس البلاء ويفعلون معه ما كان يدفعهم الى فعله مقابل بعض المال وانسحب الجيران والكل ينظر الى جار الرضى نظرة احتقار عدا عن الشتائم وما كان من جار الرضى الا ان رحل من بيته بعد ايام تاركا بيته الملك ليبيعه بربع قيمته الحقيقية بعد ان تحولت حياته الى جحيم لا يطاق من النفايات ونظرات الجيران وتوقفهم عن التعامل معه او التحدث اليه حيث اتفق الجميع على مقاطعته ليكون عبرة لغيره