هناك الكثير من الناس من يخلط بين المتعلم والمثقف و ليس كل متعلم مثقف كما ان الوعي هو نتاج العلم والثقافة والتجربة حتى يكون الإنسان قادرا على أبداء رأيه عن قناعه غير قابله للتحول
و يمكن القول للبعض ليس المهم ما هو المركز الوظيفي الذي تحتله ولا الشهادات التي نلتها ولكن هل فهمك للواقع متوازن مع المستوى الذي تتبوأه ام ان علمك لا بأس به ولكن ثقافتك في الحياة مع الاحترام لمركزك مقتصرة على ما هو داخل الكتب و تشبه إلى حد ما ثقافة دجاج المزارع البياض او اللاحم او عجول التسمين المقتصرة معرفتها والمختصرة على ما هو داخل الجدران وبما انها محتجزه تفسر الامور في ضوء الجغرافيا المحيطة بها ولو حصل حادث في المزرعة واختفى المزارع وعماله فمصير الدجاج والعجول هو الموت في مكانها
وهنا يكمن الفارق عند القول أن فلان واعي وعلان جاهل مع أن مستوى التعليم لفلان اقل من علان ولكن قدرة فلان على تحليل وتفسير واستقراء الواقع والقدرة على التمييز بين الغث والسمين واتخاذ القرارات الأقرب الى الصواب لا يمكن مقارنتها بقدرات وإمكانيات علان مع ان الأخير ليس محتجزا في سجن ولا زنزانة ولكنه قبل ووافق بمحض إرادته على ان تكون معرفته محصورة في أمور اكاديمية معينه وعليه فهو يصدق كل ما يقال حتى لو كان كذبا وتغيير رأيه ليس بحاجه للكثير من الجهد وهذا الامر له نتائجه الكارثية على مصير امم بأكملها اذا تم تفويض أمر إدارة شؤون الناس ومصائرهم بإنسان أكاديمي لا علاقة له بالواقع لان التعامل مع المجتمع ومع العالم الخارجي ب حاجه لمعرفه من نوع آخر تختلف عن المعرفة من الكتب الأكاديمية وفي ظروف تعاني أي امة من تغيرات بحاجة لرجال بمواقف صلبه وثابتة ومدروسة وعن قناعة وأرادة غير قابله للتبدل مع الرياح والعواصف والعواطف