أتمنى النوم على البلاط تحت سقف زاوية من مكوناتك واجلس أمام شاشة تلفزيون عملاقة معلقة على جدران صالاتك حتى ولو على مقعد حجري وان أدخن النارجيلة على إحدى شرفاتك وأتناول الفطور تحت أشجار حديقتك حتى أجرب حياة البشر ...
هذه المناجاة من متشرد يسكن رصيف الشارع يوجه كلامه إلى فيلا فخمه لها شرفات رائعة وحديقة في منتهى الجمال ويتمنى ان لا يبقى على أرصفة الشوارع وأكمل قائلا أمنيتي ان احتمي بين جدرانك من نظرات المتطفلين واللائمين والمتكبرين والمغرورين وكلمات الإشفاق من المحسنين وكلمات التهكم من التافهين لأنها جميعا مثل سكاكين تقطع أمعائي بالتعاون مع سكاكين الجوع إما نظرات التعجب والاستغراب وكلمات الإشفاق من أشخاص لم يجربوا التشرد ولم يتذوقوا حلاوة الفقر الساخن التي تشوي بنارها الحلق والأمعاء ولا يحصل الفقير من حلاوتها سوى على النار فهذا الأمر أثقل من جبل على صدري وابلع كل هذا وأحس بالنار في صدري وأتوجه إلى الخالق بدعواي ان لا ينساني من فضله ويمن علي مثل من أكرمهم برحمته ورضوانه وان يخلصني مما أنا فيه من كرب وعناء لكي اشعر بأني إنسان مثل باقي البشر