على نمط سكتش السيدة فيروز (مين اللي فتح الردّية)؟!.. نتساءل مين اللي قطع المتة؟ ولمن يريد المزيد عن هذا المشروب اللذيذ.. فهو نبات شجرته متوسطة الحجم يتراوح ارتفاعها ما بين 4و8 أمتار، وموطنها الأصلي الباراغواي والأرجنتين والبرازيل.
ويقال، والعهدة على الراوي، إن كلمة متة إسبانية معناها القرعة أو الكأس التي تشرب فيها المتة.
يقول البعض إنها لا تضر ولا تنفع. ويصرّ بعض محازبيها أن فيها الكثير من الفوائد والفيتامينات، وتقوي الجهاز المناعي..إلخ. والمؤكد أنها مشروب مدر للبول يفيد في حالات أمراض الكلى.. والله أعلم.
ليست هنا القصة.. القصة أن البلاد عاشت أزمة متة حقيقية، أضيفت إلى أزمات الغاز والمازوت واشتعال أسعار معظم السلع الغذائية وغير الغذائية.. والسبب جاهز.. الدولار يرتفع.. و(الخسة اللي زرعتا بإيدي .. وسعرا مقيد بالجريدة) على قول الجميل زياد الرحباني.
لنعد إلى المتة.. فالبعض يشربها وحده في كأس مستقلة ذات سيادة.. وآخرون (يدوّرونها) بينهم.. ما حصل الآن أن أكثر من تضرر هم جماعة الكأس المستقلة.. لأن كل مواطن هنا يحتاج كأساً و(الكروز) ربما يطير في جلسة.
السؤال الذي لا جواب عنه أننا لا نستورد المتة من بلاد العرب التي سارعت إلى حصار الشعب السوري، ولا من بلاد (الأكرك) على قول (ضيعة ضايعة)، أقصد الحلف الأوربي الغربي الأمريكي الذي قرر حصارنا أيضاً.
المتة نستوردها من بلدان لا تزال صديقة، ولم تضق ذرعاً بعد بما يجري في سورية دون أن تلوح في الأفق بشائر حل.. ما زال الجماعة لم يقرروا قطع المتة عنا باعتبارها في أسوأ الأحوال فشة خلق آخر النهار، وباعتبارها يمكن أن تجمع السوريين أيضاً. فالمتة لا تشرب منفردة، وغالباً، هي مشروب جماعي، في زمن تفرق الجماعات.. وإذا كانت البلدان المصدرة للمتة لم تقرر حصارنا، أي أن الإمداد لم يتوقف، فلماذا اشتعلت أزمة المتة؟ أظن أن من يملك الجواب هو الحكومة التي تعرف جيداً من هم الموردون الأساسيون للمادة، ومن هم شركاؤهم أيضاً، على مبدأ أصبح معروفاً، وهو أن لكل تاجر أو مستثمر يعمل في السوق السورية المشتركة شريك دون رأسمال، سوى نفوذه الذي يمرر للشريك الممول ما يشاء من قرارات وصفقات.
المادة التي لم يتغير سعرها عالمياً، وإنما هم من قاموا باحتكارها لرفع سعرها والاستفادة من حالة التوتر السائدة على مبدأ تجار الأزمات وتجار الحروب.. وهذه ليست جريمة تموينية يخالف عليها هذا التاجر فحسب، بل ترقى إلى ما أسميه بجريمة وطنية، يعني أقل من الخيانة بقليل. وقد سبق لهؤلاء الموردين أن مرروا عدة ارتفاعات على أسعار المتة، وها هم أولاء يضربون ضربتهم الأكبر بصنع أزمة وجني المليارات من شعب لم يعد لديه المزيد من القدرة على التحمل والصبر. والحكومة نائمة في عسل اجتماعاتها ـ وهي للأمانة كثيرة وطويلة ومتواصلة.
وأثناء ذلك يقول المواطن المتّاوي نريد متة.. والعودة إلى حدود الخامس عشر من آذار 2011 بالنسبة لسعر المتة تحديداً، وإزالة آثار الأزمة من جميع النواحي، وإلا فإني أقترح على عشاق المتة أن يخرجوا في مظاهرة مرخصة أصولاً وفق قانون التظاهر التعجيزي أمام مبنى الحكومة، وهم يلوحون بمصاصات متة من مختلف الأحجام والأنواع، وبأباريق وكؤوس وغيرها. ورددوا معي
يا حكومة الفول والفتة.. الشعب السوري بدو متة!