news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
الفيسبوك.. الصغيرات تصنع الكبيرات ... بقلم : حسين خليفة

كما في كل ظاهرة اجتماعية تجتمع الجداول الصغيرة لتصنع نهراً، كذلك في مجتمع الفيسبوك تجتمع الأفكار والهموم اليومية البسيطة لتبني عالماً واسعاً من الأحلام والرؤى والتطلعات، يرمي أحدهم بفكرة ربما يظنها في البداية عادية ولا تثير أي حراك، لكنها تجر معها تعليقات تغنيها وتتوسع في مضامينها..


يكتب مصعب حسن عن ما يسميه فساد الفيسبوك بسخرية من ظاهرة الإعجاب (اللايك) الكثيرة في الفيس، لا يكلفك اللايك سوى فقسة ماوس: فساد الفيسبوك أكبر من فساد السلطة.. لأنني نادراً ما أرى اللايك المناسب في البوست المناسب. يقترب منه نضال عبد الجواد في السؤال عن دوافع الكتابة الفيسبوكية ومراميها: الكل يكتب لإرضاء الآخرين، متى نكتب لنثير غضبهم ونستفزهم؟ عبود سعيد الذي لا نستطيع تجاهله مطلقاً يكتب عن عالم الفيسبوك أيضاً: الحياة على الفيسبوك ليست عادلة كالحياة في الخارج / بدليل أن الكلمة هنا هي التي تتكلم، فهنا لا تحتاج الفتاة إلى بنطال ولا إلى تسريحة شعر حديثة أو موبايل حديث.  

 

ولا حتى إلى سليكون، ولا يحتاج الرجل إلى ربطة عنق، ولا إلى سيارة، ولا إلى حلاقة ذقنه. بينما في الخارج كل شيء يتكلم إلا الكلمة / الكلمة خرساء مثلي.. إنها العدالة. الحياة على الفيسبوك ليست عادلة كالحياة في الخارج / بدليل أن الجميع هنا يتكلم. بما فيهم أنا / بينما في الخارج الصمت قتل الآلاف، ومازال يقتل ولكن إنها العدالة. * * *  

 

سبق أن تحدثنا عن صفحة طريفة باسم المحشش السوري الإلكتروني تقدم نفسها على أنها (سخرية حيادية اجتماعية ناقدة)، نقرأ فيها مقطعاً ساخراً من حال ليرتنا: بزمانو كان وقت بدنا نعطي مثال عن شي شغلة منيحة كنا نقول ليكها ماشية ممتازة متل الليرة إي هاالأيام صار الموضوع بالعكس.. إذا في شي عم يتبهدل.. من قول ليكو متلو متل الليرة. انو مثلاً.. ليكو هالسيارة كيف عم تقطش وتكرّ بالوادي ومافيها فرامات، وغير الله ما بيوقفها.. متل الليرة. * * *  

قضايا المرأة والظلم المزمن الذي تتعرض له يحضر في كتابات الفيسبوكيات تحديداً، وهن أصحاب الهم ونحن الشركاء. رئيسة حيدر شاعرة لها في هذه الزاوية حضور شعري بواحة الشعر، تكتب عن الزواج وما يفعله بالشعراء أو ما يفعلونه به: الزواج في مجتمعنا الشرقي , يختصر الحب في مجموعة من الأعمال المنزلية! ما عدا زواج الشعراء طبعاً, هم الذين اكتشفوا هذا المرض وفشل هذه المؤسسة. هل نعتب إذاً, إن هم بحثوا عن إلهام لكل قصيدة!؟ لبانة ربيع تعلق على العبارة السائدة بأن المرأة نصف المجتمع: يا عيني.. أنا مابدي كون نص المجتمع. خدو الله يهنيك فيه وبكل النصاص.. بس يعني إذا ما في سئلة ..خللي مجتمعك يحل عن ربع عقلي اللي بقيان...يا عيني! * * *

 

 إسماعيل حسين الكاتب اللماح واللاذع يكتب من وحي أزمة الكهرباء، ويستحضر فيروز ووجع البلاد أيضاً: يحدث في سورية: تنين عاشقين قاعدين دايبين عم يحكو سوا على ضو الشموع عن الكهرباء أيضاً تكتب خولة دنيا مكتشفة مزايا الانقطاع في سخرية مرة: بما أننا نغيب، ونعود حسبما تشاء لنا الكهرباء فصباح الخير. أول البارحة قطع الكهرباء كان مناسبة لقراءة الشعر على ضوء الشمعة، وضوء القداحات الصينية (لازم نقاطعها بس مافي بديل). والبارحة كانت مناسبة للسير في شوارع شبه عادية واللعب مع طفلتين رائعتين. أما اليوم فكان مناسبة للبكاء.. قطع الكهرباء جعلنا نعود واقعيين ، بعد أن سرقنا الافتراض قليلاً.. * * *  

 

وجدانيات الفيسبوك كثيرة، حالات إنسانية واجتماعية تكاد تقترب من البوح الشعري، مغرقة في واقعيتها، سارحة في رومانسية شفيفة، تقترب من الحكمة أحياناً ومن الشعر أحياناً. بتول شمايلة تكتب: إذا كنت فقيراً.. ولا تملك ثمن حذاء.. فتجنب المرور في السوق.. فإن اضطررت.. فازجر عينيك وأسرع الخطا.. وإن داست قدمك على شوكة أو مسمار.. وغاص عميقاً فإياك أن يمتقع لونك أو تتقلص عضلات وجهك لتفضح ألمك.. فقط ابتسم.. وافتح للوجع طريقاً لينصب على روحك.. ثم أذن له أن يعيث فيها تجريحاً كما يشاء.. وترمي خولة غازي حكمة جميلة: خير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ  * * *

 

 واحة شعر رئيسة حيدر واحدة من شاعرات الفيسبوك، ترمي أحمالها بهدوء وتترك لك فك شيفرات العاطفة المشتعلة بين كلماتها، لرئيسة حضور في أكثر من صفحة تهتم بالشعر والأدب، منها صفحة أحوال التي يديرها الشاعر الفلسطيني الأردني فراس زقطان وستكون لنا وقفة مع هذه الصفحة المهمة: أكره أخطائي التي لم تدعني أنساها.. إلاّ لحظة ارتكابك. * * *  

يقتفي أثري ..قد تتساقط أشواكي أو يستحيل عطشي.. فأذعن لفراغ في مزهرية! * * *

 

 سمائي قليلة.. لا تتسع لكل هذا المطر تعالَ.. نتشرّد معاً علّنا نصل.. * * *  

هل الخوف يسكننا!؟ أم نحن من يتطفّل عليه بالسكنى!؟ * * *  

كان يوماً طويلاً كسولاً ينظر في كأس .. منتصفه الفراغ كان يوماً شاقاً ... * * *  

 

يتهمني بالمزاجية.. ما ذنبي أنا وهذا الفرح.. نومه ثقيل! * * *

 أنتظره, ولم يصف لي صوته أو طعم نبيذه المفضل هل منكم من قابل الحب؟! * * *  

خبئ قليلاً من القمح من الزيت من الدفء من الحب من القهر .. من الشهداء من الأرامل من الأيتام من الدموع من الآه فالآتي أظلم!  

 

2012-02-05
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد