إليكم يا إخوتي بعضاً ممّا قيل من حكمٍ و أقوالٍ مأثورةٍ عن ( الدنيا ) , و المقصود بـ( الدنيا ) هو هذه الحياة الدنيا التي نعيشها .
(الدنيا) التي ابتلانا الله بها , فكانت أكبرَ همّنا , و مبعثَ غمّنا , و مصدرَ مصائبِنا , و منبعَ أحزانِنا , و منبتَ تعسِنا و شقائِنا , هذا هو المقصود , فلا يذهبَنَّ تفكيرُ أحدِكم إلى بعيد , و لا إلى قريب , و لا تُقَوّلوني ما لم أقلْه , فإنّ بعض الظنِّ إثم, والمعنى في قلب الرّاوي , و أنا مما تظنّون بريء براءة الذئب من دم جدّة ليلى , نعم ... وهل صدقتم أن الذئب أكلها , بل هي فِريةٌ افتراها عليه بنو البشر كما افترَوا عليه من قبلُ أكلَ يوسفَ عليه السلام
لا أفهم ما للبشر و ما للذئاب, ما لهم ينسبون إليها سوءَ أعمالهم و قبيح أفعالهم , ألم يكفهم أنها اعتزلتهم فهربت بنفسها إلى البوادي و أعالي الجبال , مع ذلك هي لم تأمنْ شرّهم و لم تنجُ من تهمِهم , لماذا لا يدَعونها و شأنها , انظروا إلى البشر حين مثّلوا مسلسلاَ عن العصابات و المافيات و القتل و التخريب سمّوه ( وادي الذئاب ) , والله لوادٍ مليءٍ بالذئاب أشدُّ أنساً و أكثر أمناً من كثيرٍ من مجالس البشر و مجتمعاتهم , شاهدت مرة ذئباً في حديقة الحيوان , و مازلت أتذكر زورته التي زورني بها و كأنّ لسانَ حاله يقول ( الصّيت إلنا و الفعل إلكن ). و الله لو سلكَ الإنسان فجّاً لَسلكَ الذئبُ فجّاً غيرَه, فلا حول و لا قوة إلا بالله .
- أخذني حديث الذّئاب و نسيت أن الموضوع عن ( الدنيا ), فلنعد إلى ( الدنيا ) و ما قيل عنها, لعلنا نجد في هذه الأقوال عبرة لنا فلا ننغرّ بها و بما فيها , فـ(الدنيا) لا تدوم لأحد , و يبقى وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام.
قالوا عن الدنيا:
-عجبتُ لمن رأى ( الدنيا ) وتقلَّبَها ثمّ اطمأنّ إليها.
- ( الدنيا ) كالماءِ المالحِ كلّما ازددتَّ منه شرباً ازددتَّ عطشاَ.
- الزّهدُ في ( الدنيا ) الراحةُ الكبرى, والرغبةُ فيها البليةُ العظمى.
- ( الدنيا ) تخادعُني كأنّي لستُ أعرف حالَها – "الإمام علي"
- لا تكن مما نلتَ من ( الدنيا ) فَرِحاً, و لا لما فاتك منها تَرِحا. - "الإمام علي"
- ( الدنيا ) قروض و مكافآت.
- ( الدنيا ) قلّما تطيبُ لأحد , و هناك دائماَ ما يعكّرُ صفوَها , و الأحمقُ فقط هو من يركن إليها و يستسيغ عطاءَها.
- ذُكِرتْ الدنيا عند الحسن البصري رحمه الله , فأنشد و قال:
- ( الدنيا ) أحلامُ نومٍ أو كظلٍّ زائلٍ إنّ اللبيبَ بمثلِها لا يُخدَعُ
و قال الامام الشافعي:
النفسُ تبكي على ( الدنيا ) و قد عرَفتْ أنَّ السّلامةَ فيها ترك ما فيها
و قيل أيضاً:
- ( الدنيا ) كالكأسِ من العسلِ , في أسفلِه السّم , فللذّائقِ منه حلاوةُ عاجلِه , و في أسفلِه الموتُ الزّعاف.
- ( الدنيا ) كأحلامِ النائمِ التي تفرحُه في منامِه , فإذا استيقظ انقطع فرحُه .
- ( الدنيا ) كالبرقِ الذي يضيءُ قليلاً و يذهبُ وشيكاً و يبقى راجيهِ في الظّلامِ مقيما.
- أعْيَبُ عيوبِ ( الدنيا ) أنّها لا تعطي أحداً ما يستحقُّه , إمّا أن تزيدَه و إمّا أن تَنقصَه – "بزرجمهر"
- و عن الحسن البصري: ليست) الدنيا ) بثقة
و قالوا :
- ( الدنيا ) بطاطس و العالم كلّو في الأحلام غاطس – "مثل مصري"
- ( الدنيا ) فرنتكس تزرع فول بيطلع عدس – "مثل مصري" , و لا تسألوني عن معنى فرنتكس.
- ( الدنيا ) بدّا إنسان كذّاب و منافق , ولاد الحلال بضيعوا فيها- "حوار من مشهد درامي".
- ( الدنيا ) غدارة – "سِتّي" الله يرحمها , يعني جدّتي أو نانتي على قولة إخواننا في حلب , أم النغم و الطرب , و المحاشي و الكبب , و أهلها أهل الحسب و النّسب , و الذوق و الأدب.
- ( الدنيا ) أكبر كذبة – "الحاج أبو فايز السّمان" جارنا.
- اضحك لـ ( الدنيا ) بتضحك عليك – "محسوبكن"
و قالوا في الأغاني , أغاني هذا الزمان , و ليست أغاني أبي فرج الأصفهاني:
- لسّا ( الدنيا ) بخير يا حبيبي , لسّا ( الدّنيا ) بخير – "سلطان الطّرب أبو وديع" , شفاه الله و عافاه, و أبقى رأسَه مرفوعا , و صوتَه مسموعا , فلا نراه في يَوم من الأيام مفجوعا.
- يا ( دنياااا )... يا ( دنياااا ) – "فنان عراقي" لم اتذكّر اسمه.
- على ناس و ناس يادنيا .... على ناس و ناس – "الفنان العراقي حميد منصور"
السلام عليكم