اشتهر السوريون في السنوات الأخيرة بصناعة الدراما و قد طبقت شهرتهم الآفاق , حتى كاد المواطن السوري ينسى مقولته الشهيرة عندما يشاهد لقطة غير مقنعة بأن ما يراه " أفلام عربي " مقارنة بالإقناع الذي يراه عندما يشاهد أفلام هوليوود التي لا تتيح لك أن تفكر بأن ما تراه هو تمثيل و ليس حقيقة .
و رغم التطور الكبير بأفلام العرب ووصولها لدرجة مقبولة في الإقناع, إلا أننا و في مرحلة ( ربيع نتنياهو ) شاهدنا أفلاما كثيرة أعادتنا إلى المربع الأول و أعني - عدم الاقتناع – فما حفلت به الشاشات العربية في هذا ( الخريف ) مسرحيات هزلية , و لا أعني كوميدية ولو أنها في كثير من الأحيان أضحكتنا , لغباء مخرجيها و ممثليها و سأتكلم هنا عن ( الفورة السورية ), فقد بدأت أفلام التضليل و الكذب من درعا ( بقلع أظافر الأطفال على أيدي أجهزة الأمن ( كما يقولون ) وهي المادة الدسمة التي يسيل لها لعاب المخرجين , و أعني المجرمين وقنوات الفتنة, إلا أن الخبر قد تم تعميمه بدون صورة ( لعدم وجودها ) .
ثم جاءت أفلام الدماء التي تصبغ أجساد ( الثوار ) بصباغ اللون الأحمر فضحكنا رغم ألمنا و نحن نرى براعة المخرجين و الممثلين وهم يسكبون هذه الاصبغة على أجساد الممثلين .
بعدها تطور فن دراما ( الفورة ) بتكديس الأجساد في زوايا مكان ما , على أنهم قتلى , ليرى المشاهد بأن أحدهم يلف رجلا على رجل , و كأنه في مقهى لينتهي المشهد بحركة الأموات الذين يقومون بقدرة ( قادر ) معلنين انتهاء التصوير .
و الأمر( أشد مرارة ) و الأدهى تمثيلية يجب أن تدخل في موسوعة الكذب لـ ( ربيع نتنياهو ) وهي مسرحية الصلاة على شابين قضيا برصاص قوات الأمن , ليقوما في نهاية التسجيل و تنقلب الصلاة على الأموات إلى ضحك وهرج ومرج .
تطور إنتاجهم الدرامي كما يعتقدون برصد عمليات القتل و التفجير و يتم تجهيز الكاميرات موجهة إلى مئذنة مسجد وينتظرون الكلاكيت , كي تبدأ التمثيلية بتفجير أكوام تراب داخل صحن المئذنة , ليقولوا بعدها بأن ما حدث هو قذيفة مدفع دبابات الأمن وهي تستهدف المساجد !!!!
و كم ضحك أطفالي على شاهد العيان الذي يستمع إلى خلاف في قيادات الجيش و يستمع إليهم عبر منظاره وعن بعد مئات الأمتار- إن لم يكن أكثر , بالإضافة إلى صرخات الاستغاثة و أصوات الاستنجاد التي يطلقها الممثلون عبر هواء الجزيرة و أخواتها .
كل ذلك لم ينطل على المشاهد السوري و بقي يعتبر بأن ما يشاهده هو " أفلام عربي " فجن جنون المخططون و المخرجون و الممثلون و أرادوا أن يطوروا أدواتهم كي يمكنوا من إقناع المشاهد السوري فبدؤوا بأفلام الانشقاقات عن الجيش ليظهر لنا " مجند ركن " و " عريف ركن " و ضحكنا من غبائهم حتى ظهر الضابط( العقيد ) المسرح من الخدمة منذ ثلاث سنوات لعدم كفاءته العسكرية رياض الأسعد ليعيد الرتب العسكرية التي حرم منها إلى أكتافه و يقول بأنه قائدا للجيش السوري الحر!!!! , وبدأت الترفيعات تنهال عليه حتى وصل إلى رتبة عميد بأقل من شهر.
سخرنا مما نشاهد و قلنا لا زالت أفلامهم " عربي " غير مقنعة فقالوا لابد إذا من أجساد حقيقية و دماء حقيقية فهؤلاء السوريون لم يصدقوا أفلامنا حتى الآن .
فبدأ المجرمون ممن يمتهنون التمثيل على الناس , بخطف الآمنين وقتلهم و التمثيل بجثثهم الطاهرة , وهم يصوبون كاميراتهم على الضحايا لعل السوري يقتنع بأن ما يراه حقيقة ويقتنع بتمثيلهم , لكن السوري الذي عرف بأنهم فاشلون وغير مقنعين , فاشلون بأن نقتنع بأن الضحايا يقتلهم الجيش العربي السوري , وفاشلون كوننا عرفنا بأن الدماء التي تسيل بأنها دماء حقيقية و هي جرائم ارتكبتها أيديكم بحق الشعب السوري الآمن فكانت الصورة مؤلمة وصادمة وزادت بوعي الشعب السوري بالمجرمين الحقيقيين الذين يريدون الخراب لسوريا العربية , فأصبحوا كالحيوانات المفترسة التي أفلتت من أقفاصها , تنهش كل من تجد في طريقها وتسوقها عبر قنوات الفتنة , على أن هناك حرب طائفية بين أفراد المجتمع السوري الذي لا توجد كلمة الطائفية في قاموسهم
عرفنا كذبكم وعرفنا إجرامكم وعرفنا بأنكم فاشلون , فسوريا العربية ليست مسرحا لأفلامكم الرديئة ولن نقتنع بكم مهما فعلتم , فاحزموا حقائبكم ووسائل إجرامكم وغادروا الوادي المقدس , فسوريا العربية عصية عليكم وعلى من يديركم و يمولكم, نزلت الستارة و المسرحية الدامية قد انتهت .