من عمق التحركات الشعبية
ما يظهر للعلن هو جزء مما يحدث على ارض الواقع سلباً أو إيجاباً حسب الجهة التي تعمل على الإعلان والنشر وهناك مثل دارج (ما حد بيقول عن زيته عكر ) أي أن كل طرف يحاول كيل المديح لنفسه أو لمواقفه أو لأفكاره أو دفاعاً عن الحليف أو هجوماً على الخصم او حليف الخصم
ولكن في الحصيلة النهائية يمكن لمن لا شعبية لهم ولا لمواقفهم أن يقفزوا إلى مقاعد التسلط ولا أقول السلطة لان المفترض في الجالسين على المقاعد التي منحت لهم لأداء أعمال جوهرها خدمة الشعوب والأوطان وليس لاستخدام مواقعهم لتثبيت أرجل مقاعدهم بدق مسامير في مؤخرة المصلحة العامة وفي ظهر الشعب أو أسفل ظهره وحتى أننا نجد في ظروف التحركات الشعبية التي لا تمتلك سلطه حقيقية بل سلطه مكتسبة من معاناة ودماء وألام الشعب فأن التنافس بين الحركات الفاعلة على التحكم بالقرار وكسب المؤيدين محليا وإقليمياً بشتى الوسائل والأساليب التي يفترض أن لا تستخدم في ظروف تكون الحاجة للشفافية ضرورية لان الآثار السلبية تتعدى مظالم فرديه إلى مصير شعب بأكمله وحيث أن توزيع المناصب أو المغانم كما هي بدون مكياج ولا رتوش لا يتم بناءا على الكفاءة بل على مراكز القوى والمحسوبية فالنتيجة هي تشكل محاور داخل الحركة الواحدة أو الحزب الواحد .
وفي ظل غياب الرقابة الجدية والشفافية فأن الضحية الحقيقية من ليس له سند حزبي أو حركي أو قيادي من أقاربه حتى يتم تسهيل أموره شخصيا ووظيفيا وتجاريا والحصيلة هي الترهل وتراجع الإسناد الشعبي لمن كانوا يحلمون بأن ينعموا بحد ادني من العدالة والحرية والحياة الكريمة ولكنهم أصيبوا بالصدمة حين اكتشفوا أنهم استخدموا سلالم لصعود الانتهازيين وأيقنوا بما لا يدع مجالا للشك بأن الفقراء والمظلومين هم خارج الحساب لدى الجميع إلا في وقت الحاجة إلى دماءهم وأصواتهم ودعمهم لهذا الطرف أو ذاك الطرف
وبعد أن ينفض المولد يعودوا لمعاناة أقسى من السابق ويصبح حالهم مثل درجات السلم المكسرة التي لم يعد لأحد من حاجة بها لان من صعدوا كسروا درجات السلالم حتى لا يتمكن غيرهم من الصعود لمنافستهم او إسقاطهم عن أعلى السلم هذا إذا لم ينتقل كل من استخدم درجا للصعود من تحت الدلف إلى تحت المزراب (أي من نقاط الماء من السقف إلى ماسورة مياه) هذا إذا لم يدفعوا حياتهم أو أمنهم واستقرارهم وأملاكهم في صراعات على المناصب والمكاسب لا ناقة لهم فيها ولا بعير وفي النهاية يصاب الناس بمرض الإحباط المزمن الذي يكون من الصعب علاجه لفقدان العامة الثقة بكل من قال (انأ مسؤول )