لكل إنسان قناعاته التي تخصه شخصياً ومستوى وعيه الذي يتقرر بناءا على تراكم وتداخل عناصر لا حصر لها في مراحل الإنسان كلما تقدم العمر والإنسان الأخلاقي لا تتقرر أخلاقه إذا كانت نابعة عن قناعه (بشرط أن لا تكون تمثيل لأهداف وإغراض وصوليه ومرحليه عابره ومؤقته)
بناءا على مسلكيات الغير وتصرفاتهم وما يمارسه الإنسان في حياته يعكس قناعاته هو وليس انعكاس وردات فعل لتصرفات الآخرين وزجاجة العطر والزهرة والنحلة لا تغير من خصائصها وطبيعتها حسب مكان وجودها أو بيد من وقعت والشجرة المثمرة تعطي ثمارها دون أن تنتظر ان يأكل ثمارها إنسان أو حيوان أو طير
وفي المجتمعات التي أصابها الملل من المسلك الحضاري في حياتها عندما يسيء إنسان إلى غيره يسأل المعتدى عليه المعتدي سؤال – لماذا تسىء إلي؟ هل سبق ان احسنت إليك
ومغزى الكلام ان مصدر الإساءة للإنسان متوقع في اغلب الأحيان من نفس الطرف الذي تم التعامل معه بإحسان وذلك لاسباب تتعلق بالنفس الإنسانية الإمارة بالسوء واقرب الفرائس لان تعاني هي الأقرب وهي من تقدم الإحسان ولهذا السبب يكون التساؤل منطقي من الضحية لمن اعتدى عليه دون علاقة إحسان أو إساءة سابقه وعندما يكون الإنسان طيب القلب وكريم النفس وتعامله أخلاقي ولا يقدم على الإساءة للآخرين ولا يتسبب بالاذي لغيره لفظيا أو جسديا يفسره البعض على انه ضعف أو غباء وهذا التفسير يصدر عن أناس ضعاف النفوس وأنانيين وتنقصهم بعض الدروس والدورات وربما بعض الحقن في الأخلاق لان بعض الناس يتم وصف حقن لهم لكي يزدادوا طولا أو حقن أخرى لتضخيم العضلات فلماذا لم يتوصل العلماء إلى حقن لتحسين الاخلاق لتعويض النقص الذي يعاني منه البعض رحمة بهم قبل ان يفوتهم قطار الحياة
ومن الحكماء من قال بان الأيتام الحقيقيين ليسوا من فقدوا الأبوين بل من لم يحسن الابوين تربيتهم لأنه من المحتمل ان يحصلوا على التربية متأخرا أو يفوتهم القطار وحصولهم عليها متأخرا يكون بعد حصادهم لصدمات قويه من المجتمع الذي عجزوا عن التعامل معه ولاقوا معاملة تجبرهم على ان يدربوا أنفسهم على ما يفترض انهم تلقوه مبكرا وهو التربية المتأخرة واحترام الآخرين كرها لا طوعاً
وأكثر الناس معاناة من الضغط النفسي هم من يقدمون على ممارسات في الظلام أو الخفاء تثير في داخلهم صراعا ذاتيا مع الضمير أو لإدراكهم ان ممارستهم مخالفه للقيم السائدة في المجتمع أو أنها ضد القانون الأمر الذي ينتج عنه ضغط نفسي ينعكس اضطرابات عصبيه وشرود ذهني وعصبيه فوق الحد الطبيعي الأمر الذي يوسع الهوة تدريجيا بينهم وبين تمتعهم بشخصية مقبولة وصولا إلى العزلة الاجتماعية أو أكثر من ذلك وهم في النهاية ضحية لعدم إدراك الأهل في الكثير من الأحيان بان التربية السليمة ابعد من مجرد الصحة الجسدية التي يتأثر بها الإنسان نفسه
أما الصحة النفسية للأبناء فهي أكثر تأثيرا على قدرات الأبناء المستقبلية في الانصهار في المجتمع الذي هم جزء منه وإذا كان الانسان عاجزا عن التعامل مع محيطه الطبيعي فهل من المتوقع ان ينجح في بناء علاقات طبيعيه والتأقلم في مجتمعات أخرى تنتمي لحضارات أخرى في بيئة لها عادات وقيم وتقاليد وقوانين مختلفة كليا عن بيئتهم الطبيعية التي لم يتمكنوا من الانصهار فيها وعلى الإنسان ان يتحقق من نظرة الناس الحقيقية إليه دون نفاق ولا رياء لان اقتناعه بأنه على أكمل وجه نرجسية تؤدي إلى نتائج سلبيه تقرر مصير الإنسان ودوره وموقعه في المجتمع ومن المؤكد ان الخبيث والطيب لا يستويان ومن الممكن ان يدرك كل طرف جوهر الآخر ويتعامل معه على أساس فهمه له ويمكن ان لا يكون الإنسان مدركا لجوهر من يتعامل معه وهنا يقع سوء الفهم وانعدام التفاهم لانعدام توافر المفاهيم المشتركة وحتى لو كان الطرفين قد تعلما نفس الأبجدية اللغوية فلغة التفاهم مفقودة ويغدو الحوار حوار طرشان حتى كانت الأذان سليمة