دموع عجيبة وغريبة ليس لها لون ولا ملمس وليست دموعاً من مياه مالحة تذرفها العيون ولا دماء نازفه من القلوب وليست وليدة شعور بالحزن من فقدان عزيز او فراق حبيب ...
كما أنها ليست دموع فرح رؤية شقيق روح بعد طول غياب ولا هي دموع أم ترى فلذة كبدها يدخل الدنيا لتأسيس بيت جديد أنها دموع تتجمع من كل أحاسيس ومشاعر وأفكار من اتسع أفقهم وتجذر انتماؤهم وازدادوا وعياً بكل ما مرت به ولا زالت تمر به امة الضاد منذ خمسة . وعندما يتجمع كل هذا داخل إنسان واحد مع انه يكفي للتسبب بإحباط ملايين البشر يحسه الإنسان ألماً محسوسا تفرزه المعدة ألماً بكل ما تعنيه الكلمة ولا يشعر به إلا من يصاب به فقط دون غيره وهو أكثر من الحزن واشد من الغضب ولا يبلغه اليأس والإحباط مهما تعمق داخل نفوس البشر يفقد الإنسان في لحظة مداهمته الإحساس بالزمان والمكان حتى لا يعود لهما في نظره أي قيمة بسبب دموع المعدة الأكثر إيلاماً من طعن الخناجر وتولد رغبة لا إرادية بعدم رؤية البشر ولا التحدث معهم ولا الاستماع إليهم
والسبب هو آلام دموع المعدة التي من الصعب أن يطيقها بشر ولا علاج لها عند أطباء الجسد ولا النفس لان المصابين بها أعمق تفكيراً من باقي البشر ولن يتمكن الأطباء من فهم المشكلة إن كانوا أكاديميين وعلميين فقط لان هذا الإحساس خارج الزمان والمكان ولا يقارن بالألم الطبيعي الذي يمكن لأي إنسان أن يحتمله