لقد غزت بيوتنا الحضارة وهذا شيء جيد أن نشجع الاستثمار ولكن ليس لنا بل للمصنعين والمنتجين والموزعين ...
ولا بأس في أن يوجد في بيت عدد إفراده (7) بما فيهم اثنين من الرضع خمسه من الكمبيوتر المحمول واثنين كمبيوتر ثابت لان البضاعة يمكن أن تختفي من السوق إلى حين فطام الرضيعين التوأم الذين ربما يحتاجاها للتواصل مع الأم لطلب الرضاعة او للخادمة لتغيير الفوطة وينزوي كل من أفراد العائلة ذكورا وإناثاً في غرفته او زاويته حتى يخفي عن بقية العائلة
ما توصل إليه من نظريات في علم الاجتماع او نظريات في العلوم التي لم يتوصل اليها العلم بعد في عالم التكنولوجيا من فيزياء التفاهة وكيمياء القذارة ورياضيات السفاهة دون رقابة من الأبوين على أصناف البشر التي يتواصل أبناؤهم معهم ولا المواقع التي يقحمون أنفسهم فيها وطبعاً حساب الاستهلاك يدفعه البطل المغوار رب العائلة ولا يستطيع الاعتراض على مبلغ الفاتورة الغير معقول الذي يكسر ليس ظهره فقط بل يحفر بطن جيبه لان المراهقة هي حاله بيولوجيه غير مرهونة بالعمر حتى لو كان لها مرحلة عمريه متعارف عليها وبما أن المحمول هو مؤشر حضاري ومظهر اجتماعي حتى للمتسولين الذين يمكنهم من إبلاغ المحسنين عن زوايا تواجدهم للتسول حتى لا يتعب المحسن نفسه في البحث عن المتسول ويوفر وقته لان المتسول نشر إعلان عن تحركه على مواقع التواصل الاجتماعي او مواقع العهر الجماعي حيث يحدد زاويته في كل وقت وهو يحمل الكمبيوتر أداة التواصل مع المحسنين في حضنه ولا ينسى تسجيل المبالغ التي يجمعها يوميا لمراقبة مؤشر صعود ونزول مجموع المبالغ التي جمعها من جيوب المحسنين ولمراقبة أسعار اسهم الشركات التي استثمر فيها أمواله وأوقات الفراغ يشغلها بلعبة تخدر العقول ولا تنشطها
وعندما نتحدث عن الحضارة التي استخدمنا كل ما فيها بالمقلوب وما أكثر ما استخدمناه بلا طائل مثل شراء المأكولات التي نلقي بها في النفايات وأخلاقنا التي خسرناها على مذبح ما سميناه حضارة ولكن أول حرف يحذف فيتبقى لنا (ضاره ) وقد كانت ملاحظة احد مدير الفنادق عن الزوار العرب إن ما يميزهم عن غيرهم هو انعدام الانضباط وكثرة نفاياتهم ومع الأسف إن الكثير منا يستيقظ متأخراً إن استيقظ على مصيبة بسبب إهماله متابعه الأبناء والبنات وانحرافهم وهم بين جدران بيته وتحت سقفه وبعدها لا ينفعه قلع شعره او لطم خده او ضرب جبهته فهو لم يكن عاقلا ولا عقلانيا في تربيته والذنب يتحمله قبل ابنه وابنته وبعض الأزواج يكتشف بالصدفة أن زوجته على علاقات خارجية وهي تخونه وهو نائم وهي تضع المحمول على وسادته لأنها تستخدم وسادتها لكي تتواصل جماعيا وليس اجتماعيا والزوج يشخر ويحلم وهي لا تلتفت إليه فهي مشغولة مع الأصدقاء الذين لا تنسى ان تضعهم على قائمتها بأسماء أنثوية وقد حصلت الكثير من حالات الطلاق عند اكتشاف الزوج الهزبر بأنه مخدوع ومن يرغب بالاستفادة من الحضارة عليه ان يستخدم عقله للتقليل من الإضرار فلا يخسر زوجته ولا يخسر فلذات أكباده دراستهم حتى لا يخسر نفسه لان أعظم الخسارات خسارة النفس
ماجد جاغوب