news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
المتصيدين ... بقلم : ماجد جاغوب

كل انسان يعاني من أزمة معينة أخلاقية أو ماليه أو لها علاقة بالانتماء يحاول التفتيش على ثغرات لدى الآخرين في نفس المجال الذي يعاني منه هو شخصياً  


وذلك لصرف الأنظار عنه والتغطية على عيوبه حتى اذا اكثر من التدقيق في البحث عن ثغرات بشكل متكرر يكون قد نجح في حال تم اكتشافه في ان يكون واحد من ضمن كثيرين يعانون من  نفس العيوب حتى يوهم عديمي الفطنة بأنه ليس هو الوحيد فهو مثل البقية وهو من ضمن المجموع علما ان العيوب التي يحاول إلباسها للاخرين ربمالا تكون موجودة عندهم ولكنه يعتبرها سلاح دفاع متقدم احترازي دفاعي  يسبق  خضوعه للمحاسبة والمساءلة وعندما يكون مثل هذا النموذج على قدر كبير من الذكاء ( داهيه) يختار الزمان والمكان للحدث الذي يستغله ضد شخص معين ويحاول لفت نظر الاخرين إلى اتجاه آخر بعيدا عنه حتى يثير الشك في نفوسهم بحق انسان بريء

 

 وقد دارت قصة عطيل لشكسبير بجوهرها وتفاصيلها عندما نجح احد معاونيه في  دفعه إلى الشك بخيانة زوجته وحاك الداهية الدسائس التي توحي بخيانتها له مع افضل معاونيه وارسل امرأة سرقت منديلا مطرزا بشكل مميز وكان هديته لها يوم زفافهما ووضعه في غرفة المعاون المخلص وعلى سريره وتذرع الداهية بأنه يبحث عن المعاون برفقة عطيل وتعمد ادخال عطيل إلى الغرفة وما تبادر إلى ذهن عطيل هو ان زوجته تخونه بالتأكيد واظهر المخادع نفسه وكأنه خارج الموضوع وكان يتجنب الالتفات إلى عطيل  

 

في تلك اللحظات الحرجة والحساسة والمصيرية التي جسدت الخيانة بأبشع صورها في شخصية الزوجة والحبيبة وفي النهاية انكشف امر الداهية  ولكن بعد اقدام  عطيل قبل نهاية الفصل الاخير على ذبح زوجته و الانتحار لان معاونه وصل متأخرا لإبلاغه عن انكشاف امر الداهية واعترافاته وإعدامه

 

  ومن هنا يمكن القول ان عض الاصابع لا يؤدي حتى  إلى التنفيس عن شعور بالندم الممتزج بالألم بل يضاعف هذه المشاعر بعد ان نكون قد ارتكبنا خطيئة بحق انسان بريء ولا يمكن تصحيحها ولا فائدة من اعادة النظر فيها لان التاريخ تجاوزها وربما كانت السبب في تغييرات جوهريه في حياة افراد أو جماعات أو امم ولهذا عندما قيل تبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين   ولكن ماذا ينفع الندم والحسرة والألم اذا كنت السبب أو العامل المساعد والمساند في جريمة فردية أو جماعية هل غبائي يكفي لان اقنع نفسي بالبراءة ام ان الإشاعات التي تدغدغ مشاعري وتدفعني إلى المشاركة في ممارسات قذرة أو مساندتها أو الدفاع عنها كافيه لان تمنحني صك براءة امام ذاتي وحتى لو اجمع العالم على تبرئتك فضميرك لن يفعل لانه محكمة الذات وسيصحو لتزعجك وخزاته طوال الوقت ولهذا فان الامر يتطلب من كل  انسان عاقل ان يستخدم عقله قبل التسرع في الحكم على الأمور وان لا ينزل إلى مستوى ان يكون ببغاء أو غراب أو امعه مثل ريشة نعام خفيفة تطير  مع أي نسمة ريح و الندم لن يصلح ما تهدم في لحظات ساد فيها الحقد و الطيش والغباء والتهور وانسداد الأفق وغاب عنها العقل والحكمة وصوابية القرار

 

2012-02-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد