من غير الطبيعي أن يلتئم شمل وزراء خارجية كل من أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، والبرتغال، في جلسة لمجلس الأمن الدولي والتي كان عنوانها مناقشة الأوضاع في سورية!!!
وما استوقفني في هذه الجلسة التنويه الملفت للنظر والذي ورد على لسان سفير الجمهورية العربية السورية في هيئة الأمم المتحدة السيد الجعفري حينما علّق على مشروع القرار الذي تبنته فرنسا فقال:
مشروع القرار الفرنسي ضد سورية والتي سمعنا عدداً من مسؤوليها الذين وقعوا فجأة في غرام الشعب السوري بعد مرور دولهم في حالة ثبات عاطفي عجيب تجاه شعبنا على مدى قرون..
إذاً تصدى السيد الجعفري منفرداً لعتاولة وأباطرة العالم المتمدن اللذين أزعجهم ويؤرقهم تغريد الحمامة السورية خارج سربهم الذي بوتقوا ضمنه كل من يدور في فلكهم لخدمة مصالحهم الضيقة.
يتبجح الآخر بغيرته على المتضررين من الشعب السوري فيطالب بفرض المزيد من العقوبات علينا لإنتشالنا من الأزمة التي وجدنا أنفسنا ننغمسن في أتونها بحلّة من الشعارات الواهية حيث وجدوا فينا من يطرب لها ليسوقها لهم فوق رؤوس رعاء الشاة من شعبنا وباسمه، فيبتلع هذا الشعب السيف عن حديه ليعمل على تأجيج الداخل لما يُتذرع به سبباً لمزيد من التنكيل والضغط من الخارج.
القليل من الدراهم، والنبش في الماضي، وتسعير لهيب التشرذم والتفرقة، ولسذاجة المغدور به نفذت مخططات محاولة إقصاء الجمهورية العربية السورية عما يحاك لهذه المنطقة من خرائط طريق تعود بنا لمرحلة الإستعمار التي اكتوينا بنارها مطلع القرن الماضي .. كيف لا والمستفيد يطمع بالمزيد.
نعود للم شمل جهابذة العالم والذي عايشناه الليلة الماضية لننصت لأحد المتابعين ممن ينكر علينا مسألة التمترس وراء نظرية المؤامرة من قبل هذا الكم الكبير من الدول التي تؤيد القرار الذي نعارضه لنقول:
من تحت قبة نفس المكان الذي اجتمع فيه اللمم ليل أمس اتخذ قرار تدمير العراق لامتلاكه أسلحة الدمار الشامل بالإجماع .. فيتفاجئ العالم بعد حين بالتضليل الذي استخدمته أمريكا لإتخاذ مثل هكذا قرار. وهذا غيض من فيض مما أورده السيد الجعفري من خلال مداخلته فهل من مستمع فمتدبر؟