أنا حساس ومشاعري كلها إحساس  ولا احتمل كلمة توجيه أو تنبيه أو لوم أو نقد  أو تذكير بأخطائي واعتبر أي منها اعتداء على مشاعري الرقيقة وشخصي الكريم

 ولكن عدوانيتي على الناس  يمكنني تبريرها أمام نفسي وفي حواراتي مع ذاتي  لأني اعتبرها من حقي فانا إنسان مرهف الإحساس رقيق المشاعر ولكن من جانب واحد  وهو الجانب الخارجي من شخصيتي أما سهامي اللفظية والسلوكية  وعدوانيتي بكافة الأشكال والأساليب على الآخرين فلا حيز لها في حواراتي مع ذاتي لأنني انظر للأمور من جانب واحد ومن زاوية واحده وهي أنانيتي وحبي لذاتي

 واسأل نفسي إذا ما أساء إلي أي إنسان في الوجود لماذا يمارسون الاعتداء علي  وأنسى تصنيفي في نظر الآخرين لأنهم يتجنون على شخصي الكريم ولا يدور بخلدي أنني بأوصاف  نفسية مدمجه من ببغاء وغراب وثعلب وذئب وأرنب   ولكن في جسد إنسان ولهذا من حقي أن افتخر بحساسيتي  ومن يقول غير ذلك يظلمني وقد قيل قديماً عن هذه النماذج (إذا صدر العيب عن أهل العيب فهو ليس عيبا ) 

والإنسان كشخصية متكاملة لا يتجزأ  ولا يوجد اثنين يختلفان على وصف الورد أو الشوك  أو التمييز بين رائحة الخل  والعطر أو التفريق بين مذاق الملح والسكر  وهنا يكون الخلل كامن فيمن يصدر أحكاما منحرفة أو معكوسة وليس على صعيد البصر أو الشم أو الذوق  بل فيما خلف أحكامهم من ضمير رمادي أو اسود أو تفكير منحرف أو ضحالة في الوعي أو فقر في الثقافة 

وأي إنسان يمتلك ضميراً نقياً شفافاً لا يعامل الناس إلا بمثل ما يحب إن يتعاملوا معه وعدا ذلك فليبحث الإنسان عن الخلل في داخله وليس في الآخرين والأفضل أن يتوقف عن التباكي على نفسه