وماذا بعد وإلى أين نمضي؟
وماذا ينتظرنا .. ؟
لا تحزني يا شامنا فقد أشعلوا البخور في تفاصيلك اليوم أجساد أبريائك ليعبق في أرجائك الياسمين مخضباً بالشهادة لقد استعجلوا ربيعك بفوح ورودك اليانعة ...
لا تحزني يا حبيبة سوريتنا فلقد أزعجهم الأمان في أزقتك والحب بسمائك والتاريخ في صمودك لقد تجرؤوا على وأد كبريائك أكثر من مرة وبكل حين يفشلون .....
هم قتلةٌ وأنت تنجبين الأجيال..
هم مارقون خارجون عن الإنسانية وأنت شامخة باقية مليئة بالسلام ..
هم الكفرة وأنت المؤمنة ..لا تحزني على أجساد من قتلهم المجرمون فهم عند الله خالدون وأرواحهم ستبقى هائمة بأمكنتك فذكرياتهم معك أقوى من الرحيل منك ..
ألبسي بياض نقائك وامسحي عن وجه تعبك الحزن الذي أصابك وامزجي طهر الدماء بماء ياسمينك و تعطري بهذا المزيج الذي لا يضاهيه عطر بالعالم واثبتي.....
يا وطننا كلما عادوا ليرسمون جنازتك ويكفنونك حياً يمتد عمرك يفقأون عيونك فتستمر بالرؤية يغمدون سيوف الإرهاب بصميمك ويبقى قلبك نابضاً بالمحبة...
بالدم يخططون وبدمارهم يرهبون و على بقاءك حياً يراهنون ...
نبكيك والدمع فاض منذ زمن والمصائب كثرت واجتمع الغربان عليك ينعقون لخرابك ...
وأسهم الغدر وخناجر الحقد تطعن قدسية وجودك وتفتك بوحشيتها الأرواح وتدمر باسم الحرية والخلاص ذرات ترابك الطاهر...
مازلنا نصحو على الفاجعات الكبيرة و مجازر البشرية التي نأسف أن نقول بتنا لا نستغربها فرغم اعتيادنا ففي كل مرة تنكسر قلوبنا ويستوطن الألم بأرواحنا قهراً على من استشهدوا ولا ذنب لهم وغضباً من الأيادي المتلطخة بالكراهية المتعطشة للقتل المفسدة في الأرض الذين فاقوا الشيطان بشره و تجاوزوا التسميات التي ممكن أن تصفهم...
أنين وجعك يا وطننا يستبد بنا وجراحك قتلتنا فلقد أحرق القتلة زهور شبابك ولم يردعهم رادع مملؤوين بالبطولة المزيفة يعتقدون بأن الخلود ينتظرهم .....
عافاك الله قريباً من كل الملمات التي تصيبك وأبعد الشر عنك الذي يتربص بك كل يوم ولكل جرحى هذا اليوم الأليم وما سبقه من أيام الشفاء العاجل و الرحمة لكم يا أبناء وطننا الأبرياء يا شهدائنا الغوالي.....
ولا تحزني يا دمشق.....
مريم 17/3/2012