في عتمة ليل انتظارك الموشى بالأمل تجلس وحيدا ًيشاطر أوهامك وأحلامك نديمان يتجولان في فسحة أملك و يخمدان في ضيق مللك...وأنت ترقب الحائرين في تكات ساعتك التي لا تعرف توقفاً فبكل حركة من عقاربها تموت فكرة ويضمحل شجن..

بين دفات ذلك الوقت المؤرق للروح تصرخ عذاباتك المدفونة وتصعد لسطح مواجعك لتطرد ما خلته سعادة و تعيث قهراً بمواطن سكينتك التي خلت بأنها ستبقى مطمئنة وتشهد صراعاً بين دمعة تضحك وضحكة تحتضر.....

وترى الحزن يساند الليل بظلمته أسوداً قاتماً و تتحسس علامات سهاده بقلبك الصامت المفجوع و تمتد يدٌ من النسمات العذبة بالخارج فتحطُّ على أكتافك المتعبة لتقدم مواساتها الصادقة لك دون أن تعرف ما الذي حدث فصدق مساعدتها بصمت سؤالها و دفق ما تملك....

و ما زلت تقف بين نارين وترى وحدتك بين غربة و وطن بين عبرة و بسمة بين تعب وراحة بين دفء وبرد بين صمت وصخب بين ماء ولهب بين هدوء وغضب ..بين صدق وكذب بين رحمة وظلم بين ولادة وموت بين كل التناقضات لكي تبقى بين حب و حب وهو أجمل الخيارات....

و بعد هذا كله يفترق النديمين و ينهض من ذات المكان الذي خلته قد أصبح ركاماً نبضا قويا ًيعيد لخلك  توازناً تحلق فوقه روحٌ كانت تنازع من قبل لترافق أحلامك في مشوارها بعد أن فتحت للأوهام نافذةً ليلها لتغادر بعيداُ عنك و تغفو أحلامك على وسادة أملك ويتبعثر ملك اليائس عند بوابة الفجر الذي يوقظك فتصحو و تحمد الله بإنه كان توءم الكابوس والحلم.......

مريـــــــــــم 20 أيـــــــــأر 2013