انتهى عصر الدهشة منذ استباح المغول الجدد محرماتك يا وطني فكل شيء بات محتملاً وكل يومٍ يمرّ يحمل بين طياته خفايا شرٍ قادمٍ لم نكن نتوقعه و يتفننون في ألوان العذاب و يستعذبون التنكيل و الإرهاب و لا يشفي حقدهم الملوث بالدماء إلا المزيد منها و يبتهجون لإبكاء الوطن كل لحظة من ساعات شقاوتهم وعبثهم الذي لم ينتهِ بعد
و ننتظر هدنة للسلام يتوقف فيها العقل الإجرامي عن الدمار فيستمر التتار بالظهور والتكاثر بهيئات أخرى مرافقين المغول في مشوارهم الأسود فيشّرعون ما شاؤوا و ينهبون ما حللّوه و يفسدون ما كان عامراً بالحياة ويسرحون ويمرحون ولا تهدأ شياطينهم فيعيثون فساداً أكثر ويجاهدون في أهلهم ويحرقون إخوتهم و يفتّون ما يخطر لهم من جنون فأشلاء البشر أصبحت من تعبد طرقاتهم لجناتهم الموعودين بها و القتل هو الطريقة المثلى للفوز برضوان الله أما أن تذبح وتنكل فإنك تطّهر الذوات البشرية من كل رجس أصابها وحين تعتدي وتغتصب فلك مرتبةُ عليا في هستيريا الجنة المرضي فالقتل ثم القتل والخراب ...أي موجة ضباب تلك التي تعمي العيون عن الحق و تزيح الصواب من مكانه بفوضى غياب العقل ...
أي حق يتخذونه لذبح أطفال و اغتيال إعلاميون وعلماء و تهجير أبرياء و تفخيخ شوارعٍ ومبانٍ وهدر دم من تحتمي بلدنا بطهر وجودهم على حدودنا وفي أرجاءنا براً وجواً وبحراً ...أيّ زمنٍ وصلنا إليه وأين كان يختبأ كل هذا القبح في نفوس البشر ! ما أبشعكم وكم هي مزرية الهيئة التي تبدون بها وكم رثة تلك الطرق المقرفة اللإنسانية التي تفعلونها أيها الجبناء .....
لا يوجد غاية في الحياة تبرر ما تقومون به فكل ما تصنعه قذارة أيديكم عارٌ عليكم لن تصفح الأجيال القادمة عنه ولن يكتبوا عنكم أبطالاً مهما تعاقب المزورون على التاريخ فالبطولة لم تكن يوماً كما تتخيله هواجسكم العفنة بالفساد وحرائقكم سيطفئها نور الله مهما جُلتم و ستضحون رماداً ويخمد ضلالكم ولن تدوم حلقات عنفكم فاليوم بعد أن هاجمتم كاميرا تبحث عن الحقيقة و عذبتم أصحاب أصواتٍ تختلف معكم ولم تعجبكم وتركتموها تموت على البطيء و فجرتم وسرقتم و حاولتم اقتلاع قلب محطة إعلامية في ريعان طفولتها تحاول أن تنهض بإعلامنا إلى غدٍ أفضل وإن اختلفت آراؤنا وأيقظتمونا صباحاً على خبر دموي استنكره الغرباء قبل أهل الدار
لن نقول لكم شيئا فالكلام بات متعباً فأعمالكم أخرجتنا من عصر الدهشة إلى زمن العار فأولاد بلدنا يحملون السلاح المميت ضد سلاح الإعلام الذي يحمينا ويرتقي بنا فأي حوار متمدن تبغون وأنتم تضيفون بكل مجزرة تقومون غضب الله عليكم قبل أي حزن يستبد بنا فعجباً ماذا تنتظرون فكبر صنائعكم قد زادت وحتى الآن من دماء إخوانكم لا ترتوون....
مـــريــــــــم 27-حـــــــزيران 2012