ما يؤلمنا أكثر الآن بأننا كلما ذهبنا هنا أو هناك في مساحات هذا الوطن المفجوع بأحبابه يفطر قلبنا أسود حزن كسا وجوه كثيرين لنسمع تنهيدة أمٍ تذكرت فلذة كبدها وأنين أرملة احتاجت رفيق رحلتها وبكاء طفل أو طفلة اشتاقوا لوالدهم و غصة أخ و أخت جالت بقلوبهم طفولتهم و محبتهم و شقاوتهم..
نطالع صفحات الإنترنت فنقرأ حروف أصدقائنا مجبولة بالحنين والذكريات لإخوتهم ورفاق دروبهم و معارفهم ممن أختارهم الله ليكونوا قربه فنرى صورهم و نسمع قصصهم و يؤلمنا هذا الفراغ الذي اتسع بحياة ذويهم فباتوا يعدون ساعات الغياب و ينتظرون ملاقاتهم في أعالي السماء ..هذه حالة الكثيرين ممن يقطنون مساحات هذا الوطن مشتاقون و متعبون من جروح ما تكاد تندمل حتى تفتح كل يوم بنبأ صعود نجمة إلى السماء...لا الكلمات تعيدهم إلى حياتنا الفانية ولا الدموع تعوض عن حجم الفقدان لكن سيبقون في ذاكرتنا أحياء وسنتذكرهم بأنهم ذهبوا لنبقى و ضحوا لنأمن و أعطوا ليمنحونا الحياة
لأنهم الأقدس فنحن مدينون لذرات عرقهم التي كانت تكسو جباههم ولشجاعتهم و إقدامهم
فماذا ننتظر منكم بعد أكثر مما قدمتم يا شقائق النعمان و مصدر الأمان
بأي عيد نعايدكم وكل يوم ينضم لعليائكم بطل جديد.....
قلوبنا معكم وأرواحنا تزور جناتكم و يعترينا الخجل منكم لأننا ما زلنا على هذه الأرض التي تحول بعض أناسها إلى تجار دماء ومشاريع انتحارية ظنا منهم إنهم يجاهدون الشيطان وهم لا يحاربون إلا شياطينهم الداخلية
أنتم يا من منحتمونا الطمأنينة والسلام وغدرت بكم أداة الحقد المظلمة اعذرونا و أرفعوا الصلوات في ملكوات الله لأجل و طننا ولأجل أولئك الذين عاثوا في سوريتنا فسادا و دمارا بأن ينتهوا من جنونهم الوحشي
مبارك لكم سموكم وشهادتكم وحياتكم الأبدية وكل عام وأنتم أحياء عند ربكم خالدون....
مريم 6 أيـــــــار2012