news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
عذرا ًسوريتنا ...بقلم :مريم توفيق رجب

البارحة قلنا لدمشق أن لا تبكي والقهر يملؤونا واليوم حلب لا تدمعي والتفجير أدمانا وكل يوم نطلب من سوريتنا الثكلى أن تهدّأ من روع فقدانها وحجم خسائرها من المجازر الدموية التي أصابتها>>

 لقد تعبت يا حبيبتي من ألم الفراق لتبقي بخير لقد أضناك بعد أحبابك الشاق ....

 


كلُ يومٍ تقفين لتودعين الكثير من أبنائكِ ...كلُ يومً تذرفين دماءً بدل الدموع مثْقَلةً بالأوجاعِ تلوحين لهم بجناتهم ...كلُ يومً تزورين مقابرهم وتروين بعبراتك ثراهم الطاهر وتزينين أرضكِ بالمزيد من أزهار الشباب والأطفال والشيوخ..

كلُ يومٍ تتّنقلين ما بين المشافي و الشوارع متلهفةً على أطفالك تركضين لتطمئني على صحتهم فتشهقين هنا وتبكين هناك و تضَيعين في مسافات البحث عن مخطوفٍ لم يعد لحضنك وغيّبه الغدر وتنتظرينه على عتبة بابك حتى يعود حياً عاجزاً أو مستشهداً منكلاً به مقطعاً أجزاءً فتصرخين من جديد و صوتك يخترق جدار الصمت ...

 

و يتوقف الوقت عند صرختك المدوية التي جُنّت من وقع ما حدث و تنفتح جراحك من جديد التي كادت أن تندمل فلم يعد يعطيك الوقت حيزاً من الزمن لتشفي من جراحك المتزايدة ولم يبقَ بجسدك مكان للطعنات التي ملأتك بكل أجزائك..

هكذا أنتِ يا أمنا الحبيبة كل يومٍ تستيقظين على فاجعةٍ وتنامين على مصيبةٍ ويؤرقك غياب ولدٍ من أولادك وتنتظرينه حزينةً وتبقين فزعة وجزعة تتأهبين للأسوأ وتتوقعين الأفضل وتعيشين في دوامةٍ من الأمل الذي يمكن أن يأتي من نافذةٍ صغيرةٍ وبصيص ضوءٍ يمحو العتمة من قلوب من أرادَ شراً بك ..

 

ويبقى قلبك كبيراً متسامحاً تسْعين بكل إشراقةِ شمسٍ أن توصِلين القلوب المتنافرة و تجمعين العقول اللامتحاورة وتنحنين على وجه هذا وتمسحين دمعة تلك وتضمين بطياتك الكبيرة كل ألوانك المتعددة وتكبرين بالمحبة..هكذا أنتِ يا سوريتنا الغالية تمرّين بكل الفصول وتعيشين كل الطقوس و تنتقلين من حالة لأخرى و تبقين كما أنتِ شامخةً طيبةً يملؤوك الحنان والسلام وإن تكاثرت أيدي القتل واجتمعت على إيذاءك لا تعبأي بهم وتستمرين بالحياة رغم السواد والحزن والدماء و الإرهاب ......

 

إلى أمنا سورية أرجوك سامحينا فاليوم أغتالوك للمرة الثانية بابنتك حلب بعد دمشق و تعبنا يا سوريتنا من الغدر بنا و امتلأت جوارحنا بالحزن والغضب فالدمع لا يكفي والحروف قاصرةً عن مساندتك فحين تهتز سوريتنا لمن سنلجأ حتى نقوى؟ ...العمر الطويل لك ولمن بقي من إخوتنا منتمياً لك مؤقناً بخلاصك القريب من محنتك فأصبري غاليتي فالله يبتلى المؤمنين والرحمة لكم أيها الأبرياء الطاهرون.

 

مريم 18/3/2012

2012-04-01
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد