من ميزات العلكة عدا عن أنها تغير طعم الفم ورائحته هي تنشيطها لعضلات الفك والوجه وإشغال اللسان عن النبش في ملفات الآخرين وخصوصياتهم...
ولكن هناك أنواع من العلكة المعنوية وهي تكرار جمل وكلمات حتى تغدو بغير طعم ولا رائحة مثل العلكة التي تفقد خصائصها بعد مضغها لوقت طويل ولو بحثنا فيما وراء العلكة المعنوية لوجدنا أكثر من سبب وصفه لمن يمارسون العلك المعنوي منهم من يمارسه لهدف تشويه الآخرين والإضرار بسمعتهم وغيرهم يكثر المديح لشخص أو فئة حتى لا يعود الناس يطيقون كثرة العلك في الموضوع لان الناس تمل التكرار حتى لو كان مديحا..
والحلويات تفقد مذاقها السكري عند تناولها بكثرة ووراء بعضها حيث لا يعود لها أي اثر على اللسان ومن يستسيغ سماع العلك الفارغ هو فارغ أو منحاز سلبيا أو ايجابيا أي يطيب له سماع القدح لمن يكره وكيل المديح لمن يحب وإذا كان لكل أهدافه إلا أن البعض يعلك في خصوصيات الآخرين بدون وجه حق ودون مبرر إلا من منطلق ضحالة في الوعي ومشاعر متناقضة متضاربة متبدلة وفراغ يرغب يملئه ولا يجد إلا من يعرفهم للعلك بخصوصياتهم سواء كانوا أقارب أو أصدقاء أو معارف أو جيران
وبما أن العلكة العادية تفوح من فم من يعلكها رائحة محببة إلا أن العلك المعنوي له أثره المحبب في أذن شريك من يعلك وأثره الكريه على أذن مادة العلك وقد تطور العلك المعنوي الفردي و الشخصي والضيق إلى آفاق أوسع في المقروء والمرئي والمسموع مما دفع البعض عن النأي بنفسه عن قراءة المكتوب أو الاستماع إلى الأقوال والأخبار وتوفير الطاقة الكهربائية لان شاشة التلفاز أجمل وهي سوداء لأنها لا تتسبب برفع ضغط المستمع والمشاهد العاقل
أما الراغبين في العلك المعنوي أو التفاعل معه فهم يركضون خلف الأمور الفارغة من جوهرها بسبب الفراغ وضحالة الوعي وانعدام الفطنة والعاقل هو من يستمع إلى ما قيل وليس إلى من قال وما دام الكثيرين يتراكضون وراء أي كلمة تصدر عن مصدر أو شخص ويعتبرون كلامه موثوقا وغير قابل للنقاش ولا يجوز إخضاع ما قاله للنقاش والتحليل ويكون القائل اعجز من مادحيه فلا يمكن القول إلا أن على الدنيا السلام في ظل هكذا ثقافة هزيلة تعكس مستوى التطور العكسي لمثل هذه الفئات أو الفتات من البشر