طائر ليس كباقي الطيور لانه مخلوق بشري جسده على الارض وروحه طائرة فوق النجوم لونه ابيض شفاف لا يمكن للعيون المجردة رؤيته ومن يتمكن من مشاهدته فقط من كانت ارواحهم طائرة في نفس مستوى افقه..
لا يكترث لعواء الذئاب ولا لنباح الكلاب ولا لنعيق الغربان ولا لزعيق البوم وتحاول الغربان جاهدة الوصول اليه لصبغه بالاسود ولكنه يحلق الى اعلى كلما اقتربت الغربان منه ولا ينظر للناس بتكبر ولا استعلاء بل ينزل بروحه الى الارض ليلا بعد ان تفقد الغربان القدرة على الاقتراب منه لانها تخشى ان تلاقي مصيرها لعدم امكانية تمييزها في ظلمة الليل
اما خفافيش الليل فلا تجرؤ على الاقتراب منه لان داخله نفحة من ارواح الملائكه وانسانيته بلا حدود وسما بافقه الى مستوى النجوم وما فوق السحاب ليستجلي بعينيه اللواتي يشبهن الصقور في حدتهما معاناة المعذبين المسحوقين من بني البشر حتى يتمكن من لفت نظر القادرين اليهم لمساعدتهم في مواجهة مصاعب الحياة ومصائبها وكشف زيف المنافقين والمتسلقين ممن امتلأت ارواحهم بالانانيه ولم يعودوا يشاهدوا سوى داخلهم ويتناسوا ويتعاموا عن كل من هم بحاجة لتخفيف المعاناة عن كواهلهم
ولكن بعض من انعم الله عليهم بروح الانسانية الحقه ويكون قادرا على رفع الظلم وتخفيف المعاناة لا يتوانى عن تقديم يد العون لكل من هو محتاج للمساعدة حقا لان الحاجة لرغيف الخبز تختلف عن الحاجة لتبديل سيارة فارهه عمرها عام واحد ولا يمكن لصاحب ضمير حي ان يضع كلا المحتاجين في قالب واحد
ولو فكر الانسان قليلا من هو الطائر الحائر اقول انه حامل القلم الذي يعبر عن المعاناة الحقيقيه ولا ينافق او يزيف الحقائق طمعا في مكسب او مقعد او انتقام او تزلف او تسلق لانها جميعا تندرج تحت مظلة الانانية البغيضه وحب الذات على حساب الباقين وهؤلاء ليسوا سوى فئة الغربان والبوم والببغاء