عندما يتم خزن زيت الزيتون لمدة طويله نجد في قعر الاناء ذرات سوداء لزجه اما في المياه فنجد ذرات بيضاء على جوانب الاناء او في قعره وهذه الترسبات تتجمع في القعر مع الزمن بسبب بقاء اواني الزيت او المياه دون تحريك
وفي نفس الوقت هناك ترسبات اخرى غير مرئيه ولا ملموسه ولكنها محسوسه من جانب صاحبها وتتراكم مع تقدم العمر وهو الاكثر شعورا بوجودها وينساها احيانا ويتذكرها في اوقات اخرى لا اراديا او يتعرض هذا الانسان لموقف او لحادث يجعل هذه الترسبات تطفو على السطح من اعماقه وعندها يقدم الانسان على القيام باعمال او التلفظ باقوال تؤكد ان هذا الانسان غير طبيعي ويعاني من ازمة نفسيه ناتجه عن ترسبات من الماضي سواء كانت من تعامل الاهل والتمييز بين الاشقاء او الظلم او الاعتداء المتكرر بالضرب واساليب اخرى
وقد يكون الطفل مشاكسا في سن الطفولة او المراهقه واجبر على ممارسات سلبيه من اناس يكبرونه سنا مثل السرقه او التسول او اعمال اخرى خارجه عن القانون ومرفوضه اخلاقيا واجتماعيا ومع تقدم الانسان في العمر تبقى هذه الرواسب من العناصر التي تدخل في تركيبة شخصيته واذا ما تعرض هذا الانسان لضغط حقيقي او نفسي او توهم ذلك تفجرت تلك الترسبات في الزمان والمكان والاشخاص الخطأ اعتقادا من الانسان الذي يعاني ضغوطا نفسيه انه ينتقم ممن ظلموه في الماضي وهنا تنطبق مقولة (ذنب الذين لا ذنب لهم )
والامر كله انفجار ترسبات بطريقة خاطئه تجر مع الخلل النفسي عدم تحكيم العقل فتتحول تصرفات الانسان خارج اطار العقل والمنطق وعندما يوجه له من هم حوله والصادقين معه والحريصين عليه نصيحه بمراجعة تصرفاته المقتنع بانها عين الصواب اتهمهم بالعدوانيه واذا كان من حوله صادقا معه نصحه بمراجعة اخصائيا نفسيا لربما يساعده في كبح انزلاقه في الخطأ الى الخطيئه لانه اصطنع اعداءا من خياله متوهما انه ينتقم من ظلم مضى وانقضى مع العلم ان من اساؤا اليه ليسوا هم من ينتقم منهم الان وهو يخسر كل من حوله حتى اقرب الناس اليه بسبب سيطرة الترسبات النفسيه والمختزنه في اعماق نفسه وفي ذاكرته على مسلك حياته كاملا
وتطور الحاله هو المزيد من الانزلاق الى ما لا تحمد عقباه ويكون الضحية اناس ابرياء لا ذنب لهم الا ان يد القدر وضعتهم في طريق انسان غير متزن وليس لديه تفكير متوازن يصطنع الاعداء كمن يصنع التماثيل ويحاول الانتقام بكافة الوسائل والاساليب البعيده عن المنطق والاخلاق والضمير ويساعده المنافقين من حوله والراغبين في التمتع بمنظر انزلاقه وعدوانيته التي تشكل متنفسا لاحقاد البعض الذين يكون لديهم رغبة في الانتقام من اعداء اصطنعهم من يعاني من الضغوط الناجمه عن الترسبات النفسيه المزمنه وهذه الفئة تشبه بطل فيلم بدايته ظلم وقع على اهله وسافر ليكون بطلا في جغرافيا اخرى واناس لم يكن لهم علاقة بالظلم الذي وقع على اهله ووجد الفيلم الكثير من المصفقين بين اغبياء و منافقين وعقلية طفوليه