news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
عاصمة الثقافة الطرقية ...بقلم : عهد إبراهيم

هل كان من شروط ترشيح دمشق عاصمة للثقافة العربية أن يكون لديها مكتبات على أرصفة الشوارع وأن تكرم الشعراء والكتاب والأدباء لتكون كتبهم معرضة لغبار وتلوث الشوارع والناس يدوسون على هذه الكتب وهم يمشون في الشوارع.


 وأن تباع هذه الكتب من قبل أشخاص أميين وجاهلين ولا يعرفون قيمة الكتب التي يبيعونها وبأرخص الأثمان ونرى هذه الكتب تفقد رونقها عندما يهطل المطر عليها وتتعرض للشمس طوال النهار وكم يؤلمني أن أجد هذه الكتب لكبار المثقفين والمبدعين تباع بهذه الطريقة وحتى ممكن أن نرى الصور والسيديات ويمكن أن نرى القرصنة بكل أنواعها.

 

 وهذا حالنا منذ سنوات وكل يوم أقول لا بد أن ينظر لهذا الموضوع وتتخذ الإجراءات اللازمة ويلاحق الأشخاص الذين يتسببون بهذه الفوضى وهذا المنظر الغير حضاري وغير أخلاقي وعلى الأقل حتى نقدر هؤلاء المثقفين والمبدعين الذين بعضهم فارق الحياة وبعضهم ما زال موجوداً وهم لا يطلبون التكريم من وزارة الثقافة ولكن يطلبون الإحترام والتقدير لما كتبوه وألفوه.

 

 وأنا كشاعر و كاتب أعرف الجهد الجسدي والفكري الذي تأخذه الكتابة مني ومن أي شخص يكتب ويؤلف ولكن يبدو أن المسؤولين لا يمرون من هذه الشوارع التي كانت دائماً معروفة بوجود مكتباتها التي تبيع الكتب والقرطاسية كشارع الحلبوني الذي تجد فيه بياعين الكتب الذين يضعون كتبهم أمام المكتبات وعلى الأرصفة وترى الناس محتارين هل يدخلون المكتبة ويحسون بقيمتهم وبقيمة الكتب وأن يشتروا الكتب النظيفة الموجودة على الرفوف في المكتبات أم يشترونها عن الرصيف وهي مليئة بالغبار ويقفون بالشمس وتحت المطر والناس تدفشهم وهم واقفون يختارون الكتب.

 

 وحتى الناس أصبحوا يدلون بعضهم في حال سأل أحد الأشخاص عن كتاب ما فإن صديقه يدله بأن يذهب إلى الرصيف الذي على الجانب اليميني من شارع الحلبوني او على الرصيف الذي على الجانب اليساري من شارع البرامكة فحتى المكتبات لم تعد ذات أهمية في بيع الكتب وإلى متى هذا الحال فهل وزارة الثقافة عاجزة على منع حصول مثل هذه التجاوزات أم أن هذه المخالفات أصبحت باب رزق لبعض الناس على حساب قيمة وكرامة المثقفين والمبدعين وهل يجب أن نسارع نحن الشعراء و الكتاب والمؤلفين بأن نطبع كتبنا ونعرضها في الشوارع فيبدو أن شهرتنا ستبدأ من مكتبات الشوارع وليس من وزارة الثقافة أو من دور النشر أو من المكتبات الراقية.

 

 وكم أتمنى بإسمي وبإسم كل الكتاب والشعراء والمثقفين والمبدعين أن ينظر المسؤولون لهذا الموضوع من باب التقدير والقيمة الإبداعية والكرامة الإنسانية لكل ما يحدث من تشويه للثقافة والوجه الحضاري لبلدنا الجميلة وشكراً لوزارة الثقافة للجهود التي ستبذلها مستقبلاً في إطار هذا الموضوع ودمتم بخير

2010-11-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد