تتراكم ضغوط الحياة على رأس الزوجين حسب مهام كل واحد منهما نحو الأسرة والبيت، لأن ظروف الحياة وميل نسبة من النساء إلى أداء عمل وظيفي خارج البيت من منطلق تحقيق ذاتها وبلورة شخصيتها والاعتماد على ذاتها مالياً أو مساعدة الزوج أو الأب في مواجهة متطلبات البيت والأسره والاعتماد على نفسها في مصاريفها الشخصية
وحتى لو كانت الزوجة لا تعمل وتقضي وقتها يومياً بشكل روتيني متكرر بين أعمال المنزل وشاشة التلفاز الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالملل ما يؤدي إلى تراكم الضغط في داخلها وبعودة الزوج إلى المنزل منهكاً ويشعر بالجوع والإرهاق، وربما يعاني من ضغوط العمل أو ضغوط مالية أو ضغوط اجتماعية أخرى والمنزل هو شاطىء الراحة والأمان بالنسبة للرجل
ولكن أحياناً يكون في انتظاره العديد من الطلبات أو الاستفسارات الاستفزازية أو “المناكفات” غير الضرورية، الأمر الذي يزيد الانهاك ويرفع الضغط ويبدل الراحة المنشودة بمزيد من التعب والارهاق، ولا يعرف للراحة أو للنوم أو للأكل طعماً وربما يفقد الشهية وينام من دون أكل لأن الحالة النفسية، اغلقت أبواب المعدة وانعدمت الشهية للطعام وتضاعف استهلاك السجائر
وعند تكرار “المناكفات” والمشادات العصبية بين الزوجين يغدو المنزل مكاناً لا يطاق فلا يكون شاطىء الراحة ومكان تنفيس الضغط المتراكم، والزوجة أحياناً لا تدرك مدى الثقل الإضافي الذي تلقيه على كاهل الرجل بأسلوب اللوم والشحن والتأنيب ومع الأسف فإن بعض الزوجات تنسى أن الله خلق جميع البشر وميز كل واحد عن الآخر بشخصية وعقل وتفكير مختلف عن الآخر والرزق متفاوت بين الأشقاء والأصدقاء وجميع الناس
ولكن بعض الزوجات ومن دون إدراك منهن لتأثير كلمات في نظرهن بسيطة وعابرة ألا إنها جارحة ومؤلمة مثل طعن الخناجر في القلب على نفس الزوج عند تكرار قول مثل: انظر إلى شقيقك الفلاني أو قريبك أو صديقك أو جارك، إنه أفضل منك وأكثر ثراء ويتحول المنزل إلى محكمة ولكن بجوهر مهزلة، ومحاولة الزوجة تنفيس ضغطها يكون على حساب أعصاب الزوج الذي ما يكون في بعض الأحيان
وأحياناً يتطور الحوار الساخن إلى اعتداء لفظي أو جسدي ويتبعه انطلاق الزوجة إلى بيت الأهل شاكية باكية من الظلم الواقع عليها، وهي كلها براءه والزوج هو الجاني والمعتدي وتقوم لجان الإصلاح من أهل الطرفين بمحاولات إعادة الأمور إلى نصابها، ولكن عند تكرار الأمر فلجان الإصلاح لها أيضاً حياتها الخاصة وليست متفرغة فقط من أجل متابعة خلافات الزوجين التي أحياناً ما توصل إلى الانفصال بسبب عجز الطرفين عن التفاهم والحوار الهادىء الواعي والسماح للضغط بأن يكون سلاحاً يهدم الحياة الأسرية بما يتبعه من نتائج سلبية على الزوجين وعلى الأبناء لعقود، والأمر هنا يتحمله الزوجان كلاهما، لأن المنطق أن يحاول كل طرف عدم التسبب بضغوط إضافية على الآخر .