الإنسان ليس معصوماً عن الخطأ ومهما كان هذا الخطأ كبيراً أو صغيراً فربما يتجسد في عمليات السرقة أو النصب أو الإحتيال فهو قد أخطأ وعليه أن يدفع ثمن ما إقترفت يداه وربما يكون بالسجن لمدة قد تطول أو تقصر أو يكون الثمن مادياً ولكن لماذا يبقى هذا الخطأ يرافقه مدى حياته بورقة محكوم أم غير محكوم ..
} أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{
فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد قبل التوبة من عباده الذين قرروا أن يغيروا من تصرفاتهم وأفعالهم وأن يعملوا أعمالاً صالحة تعود بالفائدة لهم ولمن حولهم وقد هداهم الله على طريق الخير وكان سبحانه كريماً معهم كما هو كريم مع كل البشر الذين يريدون أن يتوبوا ويبتعدوا عن فعل الشر وعن كل الجرائم التي تضر بالناس فكم هو جميل أن يحس الإنسان بخطأه ويقرر إصلاحه وعدم تكراره ..
وهناك بعض الأشخاص الذين إرتكبوا في يوم من الأيام جرماً وقد دفعوا ثمنه بالشكل الذي يستحقوه قانونياً وعندما مضت عليهم هذه العقوبة فإن بعضهم قد قرر أن يتوب ويمشي على الصراط المستقيم وأن يعود لحياته الطبيعية بعيداً عن كل ما إرتكبه لأنه أحس بغلطه وأحب أن يفتح صفحة جديدة في حياته ولكنه يتفاجأ بأنه في كل مكان يريد العمل به مطلوب منه ورقة غير محكوم ويجد نفسه أمام مشكلة كبيرة تصيبه بالإحباط لأنه عندما يتقدم بطلب للجهات المسؤولة عن هذه الورقة تكون النتيجة بأنه محكوم وعلى هذا لن يرغب أحد بتوظيفه ومهما كانت نواياه سليمة وصادقة إلا أن هذه الورقة تحطم كل آماله وأمنياته بالعودة إلى حياته الطبيعية فلماذا الدولة لا تسامح هؤلاء الأشخاص الذين تابوا وقد ظهر عليهم نوايا حسنة فيها كل الخير والرغبة في العمل ووضع أيديهم بأيدي باقي المواطنين من أجل المشاركة في بناء الدولة وعلى الأقل أن يتم السماح لهم ولو لفرصة واحدة في إظهار حسن النية بدلاً من أن يبقوا مهمشين وغير قادرين على العمل وحتى سيكونوا عبء على أهلهم بدلاً من أن يكونوا سنداً لهم ويعملون على مساعدة أنفسهم وأهلهم في المصاريف اليومية ومتطلباتهم الشخصية ..
فهل من المعقول أن نعجز عن قبول توبة هؤلاء الأشخاص وإعطاء الفرصة لمن يرغب فيهم بالعمل وإصلاح ذاته وحياته وكما ذكرت من قبل حتى ولو كان فرصة واحدة فهم في النهاية بشر مثلنا ولكن هل من الممكن أن نقبل إعطاء الفرصة لمن قتل نفساً بريئة بغير حقٍ أو إغتصب فتاةً بقلبٍ باردٍ فهنا يجب علينا الوقوف والتفكير جيداً إن كانوا يستحقون قبول التوبة أم لا لأنه في نظري من أبشع الجرائم التي ممكن أن يرتكبها الإنسان هو القتل والإغتصاب وهاتان الجريمتان غير مقبولتان في دين من الأديان ولا مبرر لهما لذلك يجب النظر في الحالات الأخرى من نصب أو إحتيال أو سرقة نظرة رحيمة طالما أن من قام بهذه الأمور قد نال عقوبته التي يستحقها ومن حقه أن يتابع حياته بشكل طبيعي بما أنه قد تاب عما فعل وأحس بذنبه وسيكون عبرة لمن إرتكب مثل هذه الجرائم وقد خرج من السجن ولكنه إستمر في السرقة أو النصب ولعله عندما يشاهد من تاب وكيف أنه عاد لحياته الطبيعية بعيداً عن هذه الجرائم قد يكون حافزاً له بأن يتوب هو أيضاً .