news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
نعمة لا نتذكرها...بقلم : ماجد جاغوب

عبدالسميع الاطرش تزوج من فصيحة البكماء وكانا شبه مقطوعين من شجره فلا اشقاء او شقيقات لكليهما  والابوين عاجزين  ولم يكن هناك أي ضرورة للتفاهم مثل باقي البشر وهي نعمة انها لا تتكلم وهو لا يسمع واستثناء لان الصم والبكم غالبا اعاقة يعاني منها  نفس الشخص

 


ولكن في حالة عبدالسميع وفصيحه لا يوجد منهما من يعاير الثاني بعنصر نقصه الذي هو خارج عن الارادة وبمشيئة القدر وان تكلم هو وسمعت هي فانها تنفذ ما يطلبه وان اعترضت على شيء فبالاشارة باليدين او بلغة العيون  وان ارادت هي ايصال طلب او رساله مع ان اسمها فصيحه الا انها عاجزه عن النطق فبلغة العيون او بالتأشير باليدين  

 

وبعد خمس سنوات كان الله قد رزقهما بثلاثة ابناء ذكور الاول اختارا له اسم (بصير) وكان اعمى والثاني (فصيح ) وكان اصم وابكم والثالث (كامل )جمع اعاقة الشقيقين معا فهو اعمى واصم وابكم وقبل بلوغ الابناء سن الرشد وكانت اعمارهم 18-16-14 ومن كثرة هموم الوالدين كانا يترددان على الدوام بين العيادات والمستشفيات ومراكز الرعاية الاجتماعيه فالاب والام كانا يعانيان من الضغط والقلب وحتى تكتمل خيوط المأساه التي رسمها القدر ولسوء حظ الابناء العاثر واثناء عودة الابوين من اداء واجب العزاء لام فصيحه التي سبقها زوجها الى الدار الاخرة وقبلهما كان والدي عبدالسميع قد انتقلا الى الدار الاخره ولتقبل العزاء بهدوء ؟؟؟؟

 

كان الابوين  قد تركا الابناء الثلاثة في البيت  تعرض الباص الذي يقلهما لحادث تدهور لم يعد بعده الابوين للمنزل وتم دفنهما بحضور الابناء الثلاثه ومن  كان يبكي هو الاعمى الذي ادرك المصيبه عند سماع خبر وفاة والديه  ولم يدرك الاصم والابكم المصيبة الا عند مشاهدة منظر دفن والديه في المقبره واصطحبا الثالث الذي كان عبارة عن كائن حي يتنفس فلا هو يسمع ولا يرى ولا يتكلم وكانت دموع  الاصم والابكم تزداد غزاره كلما نظر في وجوه الحاضرين ونظر الى شقيقيه وفهم احساس الحضور بالشفقة على حال الثلاثي الذي يذيب القلوب الصخريه

 

 اما الاعمى فكان يسمع الاحاديث التي تدور بين الحاضرين و تعبر عن مشاعر الشفقه عليهم اما (كامل ) فكان في عالم آخر غير عالم البشر ولا احد من بني البشر يدرك ماذا يدور في رأسه من افكار ووسائل التواصل معدومه وهو على قيد الحياة لان الشقيقين الذين هما بحاجه لمن يعينهما على اعاقتهما يعتنيان به لانه شقيق الدم وكانوا يسرون يتوسطهما فصيح وعن يمينه بصير وعن يساره كامل واذا ما احتاجوا شيئا فبصير هو من يطلب بالنيابة عن اشقاءه  

 

والسؤال من سيوافق على ان يزوج بناته لاي من الاشقاء الثلاثه المحتاجين للرعاية المتواصله طوال الوقت وفي مثل حالة الاشقاء الثلاثة التي تدفع الدموع الى الانزلاق تلقائيا من العيون يتناسى الكثير منا نعم الله عليه فلا يتورع عن الكذب والدجل والنفاق والظلم وايقاع الاذى بالاخرين وانعدام الرحمة من قلبه ويغيب عن تفكيرهم ان كل ما هو فيه من نعمة الصحة  والرزق وحياة لا ينقصها الا شكر الخالق على ما انعم به على المخلوقات جمعاء

 

2012-07-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد