حبيبي ... أرى الدنيا بعد ارتحالك سرابْ ...
تركتني فاقدةً صوابي ... أكلّم نفسي ... أسافرُ وحدي َ العذابْ ...
وفرح الحياة ... وسنونواتها التي
كانتْ تجذبني بشَعرها الطويل ...
كلّها برمتْ ... ورحلت والدنيا أصيل ...
منذ رحيلك اختلطتْ عليَّ الأشياء ...
أصبحتُ أرى القمر نهاراً ...
والنجمات ِ ...على الأرض ... سكرى ...
والأشجارَ في السماء ...
أيعقلُ هذا ؟؟!!
أفتّش بقلق بين وجوه الناس ...
عليّ أراك َ صدفة ً..لأستعيد َ الأنفـــاس ...
ولكنهم قالوا عني مجنونة ...
وبعد رحيلك فقدتُ ما تبقّى فيَّ من إحساس ...
أقول (( رحيلَك )) ولستُ أقول (( مماتَك )) لأنـي بعدُ لستُ
أصدّق ...
مازلتُ كلَّ يوم ٍ أذهب إلى ذاك المكان الذي حفظ معالمنا ...
وابقى دهراً ... بساعة يدي أحّدق ...
أفتّـشُ عنكَ بين اللحظة واللحظة علـّك تأتي ...
وبعيداً بأحلامي أحلّق ...
وأيأسُ بعد دهرٍ من الانتظار ...
وأجلسُ منتظرةً قدومكَ ... هنالك على حافة الاحتضار ...
فأداعبُ قلقي ... وأضطرابي ...
وأكلّم بسذاجة حزنيْ ...
فيا حبيبي ... رُحمى بقلبٍ عاشقٍ
استحلفكَ بالله أن تأتي لتأخذني ْ ...
فإني لستُ أحتمل ...
أنّ ...من كنتُ أنفي حزني بأحضانه ...
قد عانق غيري ...
عانق التراب ... ونسي ذكريات الماضي ... وتناسى ما فات ...
ولستُ أصدق ...
أنَّ عينيه الساحرتان ترى الآن سوايَ ...
في دنيا أخرى ... من غير حياة ...
ولا أصدق ...
أن من كان يغزل لي بنظراته أبدع القمصانْ ...
من جمع بعبق أنامله شذى زهور نيسانْ ...
من كان ممسكاً أناملي ...إن تهدمت الدنيا أو تعّمرتْ ... سيّانْ ...
من كان يعشق أشعاري ...
من كانتْ بوصفه تفنى أحباري ...
من كان دنيتي ... وحياتي ... وأسفاري ...
رحل ... وأخذ معه القمر ...
آه على قلبي فإنه غير مقنع ٍ ... أن حبيبي ...
استطاب السَّكن َ مع مافي التراب من ذرات ٍ ... ومات ...
وتركني تحت رحمة البشرْ...
أحاول جاهدةً جبر قلبي ...
وإصلاح ما أنكسرْ ...