ربطتهما علاقة الحب منذ سنوات دراستهما الجامعية الاولى في علم النفس واتفقا على الزواج بعد حصولهما على شهادات الدكتوراه ودخولهما القفص الذهبي في علم النفس التربوي تفرغت فضيله لاعمالها المنزليه وبحوثها الخاصه ولم تحاول الحصول على عمل واما فالح فقد حصل على وظيفة محاضر جامعي في كلية مستحدثه تم استحداثها في احدى الجامعات وتم تسميتها حسب مواصفات طلبتها (كلية الحمقى)
ويتقدم الطلبة الراغبين في الانضمام لفحوص شفويه وتحريريه ومن تثبت جدارته في الانضمام الى الكليه يتم قبوله وكان المحاضرين في الكلية يشرحون المقررات بشكل طبيعي ويسألون الطلبه ويخضعونهم لامتحانات تحريريه كتابة ومن يثبت انه لديه بوادر تطور ايجابي وبدأ يفهم قليلا يتم طرده من الكليه لانه لن يصلح بعدها لان يكون احد طلبة الكليه والاختلاف بين كلية الحمقى والمدينة الفاضله ان كلاهما من وحي الخيال الاولى سلبيه والثانيه ايجابيه
اما فضيله فقد ذهبت الى السوق بعد انتهاء شهر العسل واشترت الكثير من الخيطان الملونة وابر التطريز دون ان تشتري أي قطعة قماش واستغرب فالح تصرفها وكان كل يوم بعد عودته من الجامعه يجد زوجته قد وضعت على الطاولة اناء مملؤء بالماء وحوله الابر والخيطان للتطريز وتركها دون ان يوجه لها أي سؤال او استفسار عن الهواية التي تمارسها وبعد عدة اشهر وهي على نفس الموال تطرز لوحة الماء في الاناء وكأن امامها قطعة قماش وهنا رغب فالح في معرفة ما وراء ممارسة فضيله لهذا العبث وهنا قال لها لقد حصل كلانا على شهادة الدكتوراه وانا واثق بقدراتك العقليه وسعة الافق التي تتمتعين بها ولني لا استطيع تفسير ما ترمين اليه من وراء تطريز الماء
هنا اجابته يا زوجي الحبيب كلانا نمارس نفس العمل والفارق انك تحصل على راتب من عملك وانا امارسه دون اجر ولو تمكنت من مشاهدة اللوحة التي انجزتها لفوجئت لاني ساحصل على جائزة اجمل لوحة في العالم وهي لوحة الموناليزا بنسختها الاصليه مع تعديل في نظرات العيون التي توحي بالغباء الكامن وراء النظرة وهي عيون العقل الفارغه وهنا بعد ان بحت لك بالسر هل تلومني على ما افعله وهو لا يختلف في جوهره عن مهنتك لان كل جهودك في الكلية لا تختلف عن التطريز في الماء وكل جهودك وجهودي عبثيه وهباءا منثورا وهنا ادار فالح ظهره لفضيله وهو يبتسم ويهز برأسه من غرابة الدنيا التي يتسابق فيها الطلبه على الانضمام للدراسة في (كلية الحمقى) ولا يرغب الكثير من البشر ازعاج نفسه بالاطلاع على مواصفات المدينة الفاضله