news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
الانانية والجهل..بقلم : ماجد جاغوب

الانانية حب الذات وانعدام الفطنه هي تعريف مؤدب للجهل والتخلف والطيش والاناني يكرس حياته وجميع الامكانيات والمقومات التي تتمكن يده من الوصول اليها لاشباع حاجاته و رغباته ونزواته وغرائزه وجيبه على حساب الاخرين بغض النظر عن العلاقة التي تربطه بهم


 وربما بدون روابط في أي مجال من الوقوف في طابور الانتظار الى مائدة الطعام الى طاولة تقسيم الميراث ومنطقه انه يجب تقاسم كل شيء على قاعدة لي ثم لي ثم لي ولاشيء لغيري ان وجد الى ذلك سبيلا ومكن من تجسيد انانيته بكافة الاساليب الغير اخلاقيه بالاستقواء ماديا او معنويا على الاخرين او استغلال ضعفهم

 

 ولو نظرنا الى كرش الاناني ومحفظته لوجدنا الانتفاخ الغير طبيعي  هو ما يميزهم ولا يتنازلون عن حقوق الاخرين بسهوله بل بعد معاناة صاحب الحق وعدم  وجود المقدره لدى الاناني لبلع الحقوق بكافة اشكالها ولو دققنا النظر في امور بسيطه في كل من يقود مركبته على الشارع ويكون متسرعا بتجاوز الاخرين ويحاول الانتقام من دواسات الوقود والمكابح مستهترا بحقوق الاخرين في الشارع واذا دخل مؤسسة او مخبزا او دائره حاول استخدام الفذلكه والتذاكي لتجاوز الاخرين واذا جلس الى مائده تكون حركة يده بسرعة لايمكن متابعتها والبلع السريع حتى يشعر من يراقبه انه سيصاب بالاختناق وحيث ان توسع البلعوم يتم بالاستعمال فانك تجد بلعوم الاناني يتوسع كلما زادت انانيته  

 

وكذلك مدخل جيبه يزداد اتساعا ومخرجها يزداد ضيقا دون ازعاج نفسه بحاجات ورغبات من يحيط به من افراد الاسره او المجتمع والبلع هنا يتم دون تمييز او تدقيق او تحري الاحقية في الموضوع اما الجاهل فان مداخل عقله تسمح لكل شيء بالدخول لانه لا ضوابط من وعي واراده وقناعه وكذلك حركة اللسان تعمل دون ضوابط العقل ومسرب انتقال الامور السيئة والمسيئة للاخرين مفتوح القنوات دون ضوابط وهنا الفارق عن الانسان صاحب القناعة والحكيم حيث نجد كل تصرفاته موزونه ومحسوبه بدقه وكلماته منتقاه بشكل لا يسبب الاذى لغيره والاعتداء الجسدي وحل الخلافات لايتم بالاعتداء على الاخرين

 

 وعلى صعيد الجلسات نجد الفارق واضح بين الانسان الواعي او الفارغ الجوهر والمضمون والتسرع في الكلام وعدم ضبط اللسان والاجابات المتسرعه والالفاظ البذيئه  هي من صفات الطبول الفارغه اما اهل العقل والحكمة والوعي فيمتازون بالهدوء وعدم التسرع في الاجابة على الاسئله والحرص على عدم الاساءة لغيرهم حتى ولو بكلمة يمكن ان تسبب الاهانة او التجريح لاي انسان وعندما يقال فلان ثقيل وفلان خفيف فانه لايوزن الانسان في موازين الرجولة والوعي بما في جيبه بل بما في عقله لان المال قابل للانتقال او النقصان اما العقل فيفترض انه الناظم والضابط لتصرفات الانسان ويوازن بين الحاجات والرغبات والغرائز والشهوات والامكانيات والنتائج ويضع نصب عينيه دائما ان للاخرين حقوق وهو شخصيا له حدود لا يجب تجاوزها وله حقوق لا يجب التنازل عنها لان التنازل يفتح شهية الانانيين من حوله حين يتبادر الى اذهانهم انه لقمة سائغة وسهلة البلغ دون صعوبة ولا اشواك

 

 وعندما تحاور الاناني فان تصطدم بحالتين التباكي على شاكلة الثعالب ان كان يشعر بضعفه امامك واما ذئبا شرسا ان شعر بضعفك والتنازل للاناني عما هو ليس من حقه يفتح شهيته للمزيد  سواء كان الامر ميراثا او حقوقا او حتى على صعيد الاعتداء على الاخرين لفظيا او جسديا فان مر دون حساب ازداد عديم الفطنه الاناني الجاهل الطائش من عدوانيته على الاخرين حتى يصطدم بمن يكسر له تمثال غروره الهش وبما انه لا يتقبل هذا الامر فانه يحاول استخدام حطام تمثال غروره لالحاق المزيد من الاذى بالاخرين ولا علاج في مثل هذه الاحوال الا تركه لشأنه حتى يدرك حجمه الحقيقي لان الحوار معه ينفس عن الضغوطات التي تراكمت داخله ويتوهم ان معه حق في ممارساته الانانية قولا وفعلا

 

2012-09-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد