ابو مسكين سائق سياره خصوصي للاستخدام العمومي لديه عائله تكسر ظهر الجمل ويحاول تحسين دخله بتربية عدد محدود من المواشي ولاده وتسمين وحليب ولبن وجبن ولكن بسبب حاجته الماسه للمال لتغطية نفقات العائله ورسوم جامعات لثلاثة من الابناء ذكر وانثيين والانثى الثالثه
ستنضم للقافله بعد عام واحد ولو فكر ابومسكين ببيع السياره المتواضعه والعدد القليل من المواشي لما استطاع تسديد ديون ابوسكين الذي يعمل جزارا ويبيع منتوجات الالبان ويساند ابو مسكين من منطلق غاية في الانسانيه حيث يشتري منه جميع ما ينتجه بنصف سعر السوق ولا يستطيع ابومسكين الخلاص من ديون ابو سكين التي تنهش دخله وارقامها في ارتفاع دائم وتتراكم على كاهله اكثر من وزن الجمل واحيانا يصحو ابومسكين من نومه والعرق يتصبب من جسده في عز البرد ليس بسبب مرض ولكن من ثقل الحلم الذي كان يمثل فيه شخصيا دور ضحية تاجر البندقيه التي كان يعيد قراءتها
ولكن الحلم المزعج الذي كان يراوده على شكل كابوس ثقيل هو ان القاضي الذي يقف امامه ليس باخلاق القاضي احدى شخصيات شكسبير بل قاضي من جماعة ابو سكين الذي لا ينسى ارسال افضل اللحوم والالبان لبيت القاضي بلا مقابل سوى رضا القاضي عن ابو سكين في حال اضطر ابو سكين الى المثول امام القضاء للمطالبة بحقه من احد ضحاياه ويبرز وثيقة الرهن التي استحقت ومطلوب من القاضي المصادقه على تحويل بيت او ارض الضحيه الى اسم ابو سكين وقد اضطر ابو مسكين بسبب ضغط الحاجه الى التوقيع على صك رهن لمنزله الذي يؤويه هو وافراد عائلته ولا يمتلك ارضا ولا مصنعا ولا رصيدا في البنك سوى الرصيد السلبي في دفتر الديون في جارور طاولة ابوسكين
وحتى لا يزعج ابومسكين زوجته ينسحب بهدوء من السرير ليخرج في شدة البرد الى البلكونه لتدخين سيجاره علها تجلب له بعض الهدوء لانه لا بديل للبيت موضوع الحلم سوى رصيف الشارع وهو ينتظر ان تتخرج احدى البنات وتساعده في تخفيف الانفاق الذي يرتفع منسوبه مع الايام التي تمر بطيئه وكئيبه وثقيله على نفسه فهو قد قارب الستين من عمره وحتى تتخرج البنت الاخيره من الجامعه اذا حالفها الحظ خمسة سنوات وقد حاول الحصول على قرض بنكي ولكن تم رفض الطلب لان قانون البنوك لا يسمح بذلك لازدياد مخاطر احتمالات الوفاة مع ان الاعمار بيد الله ولكن البنوك تدرس مصلحتها جيدا ولا يوجد بديل عن الاستمرار في العلاقة التي يعاني فيها من اجحاف ابوسكين حتى لو كانت الاحلام المزعجه توقظه من نومه معظم الليالي هذا اذا نجح في طرد القلق والتوتر
بعد جهود جباره يبذلها لطرد شبح التشاؤم من امام
ناظريه ليحوله الى تشاؤل على الاقل لان التفاؤل في مثل حاله مستحيل الا بمعجزه وزمن
المعجزات انتهى منذ دهور وكانت اكثر الامور التي تسبب له توترا وقلقا هو مصير
العائله لو سحبته يد القدر من بين افراد عائلته ليلحق بركب اباءه واجداده تحت
الثرى قبل الاطمئنان على وصول فلذات كبده الى شاطىء الامان بمجرد تخرج ابنته
الاخيره من الجامعه وبعدها يكون ما يكون من مصير لان مصير العائلة باكملها متوقف
على قدرته في ترتيب الامور ولو بصعوبة بالغه ولاي انسان ان يتخيل أي حياة هانئه
يعيشها ابو مسكين في ظل قلق وتوتر دائمين نهارا والكوابيس المزعجه في الاحلام