الامر الطبيعي هو ان الانسان يستنشق الاوكسجين في شهيقه لينفث ثاني اوكسيد الكربون زفيرا ليتدخل النبات في المعادله ويستهلك ما نفثه الانسان ويعيد تحويله الى اوكسجين وعلى هذا المنوال لتكتمل دورة الطبيعه على وجه الكرة الارضية
ولكن الانسان لا يقصر في استهلاك ليس الاوكسجين فقط بل كذلك النبات بثمره وورقه واخشابه ويجلس تحت الاشجار للوقاية من الشمس ويمتع نفسه بجمال منظرها ويستفيد الانسان كذلك من منتوجات الالبان ولحوم الحيوانات التي تتغذى على ما ينتجه النبات ويتسلى بالمخلوقات البرية والبحريه التي لا يتمكن من اكل لحومها لاسباب التحريم الديني كل حسب معتقده ونتوصل الى ان الانسان لا يترك أي من نعم الطبيعه الا ويحاول استغلالها بشكل او باخر ولم يكتفي بهذا القدر بل تجاوزه الانسان الى استغلال البشر لبعضهم البعض ومحاولة كل طرف الاستحواذ على ما يمتلكه الاخر حتى لو كان الاسلوب هو حرمانهم من حقه في الحياة التي منحهم اياها الخالق كما منحها لمن يستغلون الاخرين
وهنا يكمن دور الانانية والعمل على تحقيق الرفاهية للذات على حساب الغير وحرمانهم منها وبغرض الوصول الى الهدف الاناني تبرز كل اشكال الممارسات السلبيه وارتكاب الشرور والاثام والعدوان بشتى الطرق والوسائل والاساليب التي لا يستطيع الاخرين بلعها احيانا لانها تتجاوز حدود تقبل الضمير لها عند الايغال في الظلم حتى يعجز العقل عن استيعابها ولو تطرقنا الى عملية التعبئه والتوعيه فالفارق بينهما يقترب الى ان يكونا نقيضين لان التعبئة هي حشو العقل على الاغلب بالسلبيات وتأجيج المشاعر والتحريض اما التوعيه فهي ارساء اسس القدره على التفكير السليم واتخاذ القرار الصائب في كل الظروف والاحوال وهنا يكون العقل يتنفس سموم لينفثها اكثر سمية للاخرين اذا كان هذا الانسان قد تمت تعبئته سلبيا حتى غدا بضمير ميت سريريا اما الانسان الواعي فلديه مناعة وحواجز وعملية فرز في الدماغ وميزان للضمير الحي ولا يتقبل المعلومات الكاذبه والتي تحوي سموما تتسبب بالضرر للاخرين ولا يتقبل ان يكون وسيلة استقبال وبث مجانيه تعمل لحساب الاخرين وحتى لو كانت بمقابل فصاحب الضمير الحي يرفض ان يكون انانيا لان لغيره من الناس نفس الحق في الحياة الحرة الكريمه دون جوع ولا خوف والسلطة العليا فوق جميع البشر هي للخالق عز وجل