العمر هو المسافة الفاصلة بين صرختين الاولى يصرخها هو عند خروج الانسان الى الدنيا وليدا من اعماق ظلمات رحم امه والثانية عند مغادرته الدنيا عند انتهاء اجله وقبل مغادرته الى غياهب القبور
ويصرخ على فراقه من احبه وعز عليه فراقه وفي خضم الصراع مع الدنيا الزائله والتي لا تدوم لبشر وفي حفل الزفاف يلبس العريس غالبا البدلة السوداء والعروس تلبس الابيض واذا ما غادر الزوج الدنيا الى الدار الاخرة قبل زوجته البسوه الابيض ولبست هي الاسود كمؤشر حزن على فراقه واثناء ركوب الانسان على مقعده المخصص له المثبت على دولاب الحياة الذي لا مجال فيه للعودة الى الخلف يمر الانسان بمراحل تشبه مراحل ورقة الشجر عندما تصفر وتسقط او قد تسقط خضراء فجأة حسب مشيئة الخالق
وينسى معظم البشر ان لهم نهاية لا يرغبون بان يداهم تفكيرهم بها عقولهم حتى لا تشكل حاجزا بينهم وبين اطماعهم وانانيتهم وسعيهم بلا كلل لجمع المال واشباع غرائزهم وارضاء نزواتهم ومن اجل تحقيق كل ذلك لا يتورعون عن ايقاع الاذى بالقريب والغريب من بني جنسهم والاعتداء على مخلوقات البر والبحر والجو حتى وصلت الامور الى ان الانسان الذي يستخدم عقله بشكل صحيح اصبح يتمنى ان الله قد شاء له ان يولد في غابة نائيه لا تصلها يد البشر لعل المخلوقات الاخرى ارحم من بني جنسه الذين كرمهم الخالق عز وجل بالعقل واكرمهم بانسانيتهم وفضلهم على بقية المخلوقات الا انهم وبدل ان يشكروا نعم الله عليهم التي لا تعد ولا تحصى اصابهم الغرور الذي اعمى بصيرتهم ولم يعد البصر ينفعهم دون بصيره وتناسوا ان نهاية كل واحد منا آتية في موعدها الذي قرره الخالق عز وجل