رحلة الانسان في الدنيا وما قبلها او بعدها في علم الخالق عز وجل ومن يمضي عمره من بداية العقد الثالث الى اواخر الخامس وهي مرحلة الرجولة او الذكورة او الانوثة الكامله وهو يجري خلف السلبيات وتنفيس الاحقاد ووضع الحجارة والاشواك في طريق غيره من بني البشر سيضيع عمره هدرا وهو ينهل من بئر اسود يزداد حلكة دون أي فائده ويتعاظم السواد داخله ويتسبب له بالقلق نهارا وبالارق ليلا حتى يقتله
ومن يفعل العكس في التعامل الانساني والتخفيف من معاناة الناس والعمل على راحتهم واسعادهم ومساعدتهم يتزايد داخله الابيض نقاءا وصفاءا وشعور بالراحه وينام ليله الطويل لكونه مرتاح الضمير واذا كانت رحلة العمر لانشعر بمسافتها لان هناك في الدنيا الكثير من الامور التي تشغلنا عن حساب مسافة الزمن التي عبرناها واقفلت طريق العوده ولو لم يكن باستطاعتنا العودة الى الوراء ولكن ما يمكننا فقط هو النظر الى الوراء خلسة لاخذ العبرة من تصرفاتنا ومسلكياتنا السابقه حتى نستطيع السير الى الامام بطريقة انفع لنا ولغيرنا وتحديد الاتجاه في المرحلة القادمه مثلما ينظر قائد المركبه خلفه في المرآة ليسير بطريقة تجنبه الحوادث
ولكن لا يمكنه النظر الى خلفه لمدة طويله لانه سيجد نفسه في القبر او المستشفى واما العيش في الاحلام التي نبنيها في خيالنا لمستقبلنا ونسيان حاضرنا الذي نعيشه فاننا نخسر الحاضر لمستقبل غير مضمون لاننا لا نعيش لوحدنا في هذا العالم ولسنا وحدنا من يحدد ظروف المستقبل موضوعيا حتى لو قررنا نحن ماذا نريد ذاتيا وقد قيل فيما مضى بما معناه (الامس مات والغد لم يولد بعد والحاضر هو الحي الوحيد الذي يجب ان نتعامل معه ) واذا كان العمر هو رحلة واحده غير مكرره فلماذا نسمح لانفسنا بتضييعها عندما نسمح لانفسنا باشغالها في الاخرين الذين لهم حياتهم الخاصة بهم او نفتح المجال لغيرنا لعرقلة حياتنا والتسبب لنا بالاذي المادي والمعنوي وتسميم حياتنا
واذا كان التاجر الذكي لا يكرر نفس السلوك الذي جلب عليه الخساره فلماذا نقبل في العودة الى علاقة مع اناس تسببوا لنا بتسميم نفوسنا وتعطيل حياتنا لان جوهر تفكيرهم ومشاعرهم يعاني من خلل جوهري والتعلق بهم مثل من يمشي على سطح جليدي رقيق يتكسر ويغرقنا او مثل من يتسلق على حبال من خيوط العنكبوت تسقطه بالهاويه والناس مثل نافخ الكير وبائع المسك ولا يوجد عاقل يقترب باختياره من نافخ الكير ولو فرضت الظروف على الانسان ان يكون على مقربة من نافخي الكير يجب ان يحافظ على مسافة آمنه حتى يتجاوز المكان وفي الاسواق القديمة المسقوفه نجد قسم من السوق مخصص لبيع الزهور والعطور وقسم للحدادين والنجارين لان الخلط في المحلات يخفي منظر الزهور ورائحة العطور واصحابها لن يحققوا سوى الخسارة والانسان في النهاية جوهر وقد لفت انتباهي شاحنة المحافظة على البيئه (جمع مخلفات البشر ) مزينة بصور ورود جميله ولكن عندما اقتربت اصابني الغثيان من الرائحه والاهم من المظهر الخارجي والقشور والجمال الشكلي للانسان جمال الروح وصفاء النفس ونقاء الضمير