news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
آية المنافق!!!...بقلم : afjsa1

بالعودة لمذهبات الشعر العربي نستعرض ما أتحفنا به شاعر البطولة والفداء - عنترة بن شداد - من أبياته المشهورة والذي يقول فيه:

يخبرك من شهد الوقيعة أنني   ***    أغشى الوغى وأعف عند المغنمِم


في هذه الأيام المجيدة، وبعد أن لاحت بيارق النصر المؤزر في الأفق المنظور من ثرى الوطن الحبيب، بفعل بطولات رجالات الجيش العربي السوري المغوار، وبحرفنة قياداتنا الرشيدة التي أتفنت فنون اللعب مع الكبار بحنكة ومهارة منقطعة النظير، وبفضل مساندة الأخلاء والأصدقاء الشرفاء .. شرع كل من يريد أن يحظى بنصيبه الوافر من المكاسب والأعطيات، باستلال قلمه وشحذ حنجرته، وصار يباعد بين الاكتاف ليرينا وجههه المكفهر، محاولاً الظهور بمظهر المختال بهكذا نصر عظيم.

نعم ... وبعد غياب عن الساحة - دام قرابة العامين - نجده اليوم يكثر من النباح، ويمتطي صهوة جواده - التي ركنها قبل عامين - معاوداً لساحات الوغى، لا ليشارك الوطن جراحاته التي مني بها منذ حين، وإنما ليتقاسم وأصحاب الحظوة والفخار، مغانم حصدوها بكد يمينهم ودماءاتهم الغالية التي سفحوها رخيصة في سبيل منعة وطننا العزيز.

دعونا ومن خلال هذه العجالة أن نقول لكل من كان يشكك بالفوز الكبير، عندما كان مختفياً في عتمة الأزمة العابرة،  يترقبً لأي جهة من الطرفين سيكون الحسم؟. لنراه الآن يعود فاغراً فيهه - وكما في سابق عهده - بوقاً يسمع جعجعته القاصي قبل الداني معلناً ولاءه للطرف المنتصر كائناً من يكون!.

والسؤال الذي بات يؤرق الكثير منا هو: هل نعود وبعد كل هذه المشقة والتضحيات، التي بذلت من قبل الشرفاء على الأرض السورية، إلى نفس تلك السيناريوهات - التي مللنا من تكرارها - لذات الأشخاص الذين أتقنوا صياغتها باحكام، ونسجها على المنوال ذاته الذي ينالون بواسطتها مزيداً من الحظوة والمكانة، ليغذوا ومن خلالها أطماعهم ومراميهم العفنة؟.

سؤال نضعه بين يدي ألي الأمر منا، والحق .. الحق أقول لكم إن هكذا نوع من الأشخاص - وهم بفضل الله شرذمة قليلة - أخطر على الأمة من أولئك الذين ساندوا الطرف الآخر (من دون الإستخفاف بدناءة فعلهم)،لأن هؤلاء الذين أوهموا الغير بأنهم يقفون على الحياد هم المنافقون الذين قال فيهم رسولنا الكريم:

عن ابن عمر عن النبِي - صلى اللّه عَلَيه وسلم - قَال : مثَل المنافقِ ، كَمثَلِ الشاة العائرة بين الغَنَمينِ تَعير إِلَى هذه مرَة وإِلَى هذه مرة... - صحيح مسلم، برقم: (2784).

  والمتبحر في الفقه فينا يعلم حقيقة ماهية المنافقين الذين قال فيهم الله في كتابه الحكيم:

مذَبذبِين بين ذَلك لا إِلَى هؤلاء ولا إِلَى هؤلاء.  {النساء: من الآية143}.

 

وأما عن مصيرهم يوم الدين فنراه جلي في موضع آخر من القرآن حين نقرأ:

إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا.  {النساء: 145}.

 

وسوريا المستقبل حينما تعود لسابق عهدها - وأفضل بإذن الله - وعندما يشرع بالبناء من جديد، لا نريد متحذلق أو مارق يزاود على أصحاب النصر الحقيقي، أولئك الذين بذلو الغالي والنفيس في الحالك من الأيام الماضية، حيث صدق فيهم قول رب العزة حين قال:

 ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. {الحشر: من الآية9}.

 

 نعم أخوتي في حب الوطن .. نقول وبالفغر الملآن، بأنه اليوم لم يعد على تراب هذا الوطن الندي، والممتزج بدماء من ذادوا عنه بأرواحهم الطاهرة، لم يعد لهم موطئ قدم كونهم استحسنوا اللون الرمادي وتبوتقوا فيه، لقد انقشع السواد وبدت عوراتهم الذميمة، فإما الرحيل وإما الإنكفاء إلى ركن ظليل، يقيهم رذاذ الإنطلاقة الجديدة، والتي نرمي إليها يعد كل تلك الكبوات التي حاقت بنا، فدعونا  نلملم جراحاتنا، ولنستفد من عثراتنا في الحالك الماضي المرير، ولنجعلها منارات تضيء علينا دروب مستقبلنا الأت.

 فوالله - الذي نفسي بيده - إنني أرى نوراً يشرق في نهاية نفقنا المظلم، سيرخي علينا الخير الوفير، ويجعل منا إنموذجاً تنهل من بركاته سائر أصقاع المعمورة على مر السنين ... \"وما ذَلك على اللَّه بِعزيز\" - صدق الله العظيم - {فاطر: الآية17}.

 

 

2012-10-17
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد