يقال دخل اللص الى المنزل وسرق ما خف حمله وغلا ثمنه في غفلة من اهل البيت وحالة الغفلة هنا عدم التنبه او الانشغال في امور شتى من الجدال العقيم الى الصراع المرير او انشغالهم في امور لاحصر لها وهنا تغفل اللص اهل البيت وانجز مهمته بنجاح وفر بغنيمته دون حساب ولاعقاب
وفي هذه الحال استطاع اللص اختراق الحواجز الجداريه والمعنويه ولم يخترق الابواب فقط بل فعل ما يحلو له واهل البيت ليسوا نيام بل في حالة غفله أي ان العقول كانت محنطه داخل الرؤوس وخلايا الادمغه مصادره وفي حالة تعمية عليها لاسباب تتعلق بالمشاعر سلبا او ايجابا او انانية تفكير البعض في كيفية الاستيلاء على حقوق من هم بين الجدران أي سرقة الذات والغفلة هي احد اشكال السبات الذي يكون شتويا لبعض الكائنات وازلي ابدي لكائنات اخرى لانها لا ترغب في الاستيقاظ لانها ادمنت السبات الذي لا يتعلق بحالة بيولوجيه بل بارادة قويه ورغبة جامحه في البقاء في حالة عجز الى ما لانهايه
وفي نفس الوقت نجد المستغفلين (بفتح الفاء ) يسلكون نهج التذاكي على بعضهم داخل معازل مقسمه بجدران فولاذيه سميكه وعاليه ماديا ومعنويا مع ان الجدار الخارجي فليني ممتلىء بالثقوب بمختلف الاحجام حتى انه لم يعد بالامكان اطلاق جدار فليني عليه فوجوده والعدم سيان ويمكن لاي من المستغفلين (بكسر الفاء ) مهما كان حجمه ووزنه ونوعه وصفته اختراق الجدار الفليني المفتقد للحواجز والذي انعكس في جدار الوعي الذي لم يعد له حواجز واي افكار او اشاعات او سلبيات يمكنها الاختراق والتفاعل في الجغرافيا داخل الجدار الفليني
اما الايجابيات التي تخترق الحاجز الفليني الى الداخل فلا تشكل أي نسبة تذكر واما الايجابيات الهاربه من ثروات وعقول فهي بلا حصر واذا كان من البديهيات ان الامم التي تنشغل في جدالات عقيمه وتفسير الاحلام بالاوهام وقتل أي امل في الوحده والوعي ووأدها في مهدها وتغذية الفتنة التي هي اشد من القتل والتي تضاعف عدد الجدران الفولاذيه وعديدها ماديا ومعنويا بحواجز الكراهية العمياء والحقد السخيف والتفرقة البغيضه بلا مبرر الا لتحقيق البعض لمكاسب آنيه زائله على حساب مصير امة لا زالت تتجه انزلاقا الى خارج الحضارة والتاريخ وتهرع في غفلة من الوعي للتسابق بغية الفوز بجائزة من يبيع الاوطان ومصالح الشعوب بأرخص من الآخر علما اننا نتحادث بنفس اللغة ونعيش في نفس الجغرافيا
الا ان الرغبة في ان لا نفهم بعضنا البعض هي اللغة الوحيده التي تم الاتفاق عليها وفهمها جيدا والعمل على تطبيقها بامانة واخلاص وبارادة سلبيه لا تلين ولا ادري بماذا نفتخر اذا كان الاحمر الاندلسي اعتبر نجاته بجلده وخسارة الاندلس هي نصر فمن حق أي مهزوم ان يصطنع ذكريات للنصر الوهمي ولا ندرك اننا كنا على طريق الانقراض معنويا ولكننا سائرون في طريق الانقراض البيولوجي وسنكون نموذجا آخر للديناصورات